مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجمع البیان فی تفسیر القرآن - جلد 4

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أوجب على نفسه الرحمة بإنظاره عباده وإمهاله إياهم ليتداركوا ما فرطوا فيه ويتوبوا عن معاصيهم و قيل أوجب على نفسهالرحمة لأمة محمد بأن لا يعذبهم عندالتكذيب كما عذب من قبلهم من الأممالماضية و القرون الخالية عند التكذيب بليؤخرهم إلى يوم القيامة عن الكلبي«لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى‏ يَوْمِالْقِيامَةِ» أي ليؤخرن جمعكم إلى يومالقيامة فيكون تفسيرا للرحمة على ماذكرناه أن المراد به إمهال العاصي ليتوب وقيل إن هذا احتجاج على من أنكر البعث والنشور و يقول ليجمعنكم إلى اليوم الذيأنكرتموه كما تقول جمعت هؤلاء إلى هؤلاءأي ضممت بينهم في الجمع يريد بجمع آخركمإلى أولكم قرنا بعد قرن إلى يوم القيامة وهو الذي «لا رَيْبَ فِيهِ» و قيل معناهليجمعن هؤلاء المشركين الذين خسرواأنفسهم إلى هذا اليوم الذي يجحدونه ويكفرون به عن الأخفش و يسأل عن هذا فيقالكيف يحذر المشركين بالبعث و هم لا يصدقونبه و الجواب أنه جار مجرى الإلزام و أيضافإنه تعالى إنما ذكر ذلك عقيب الدليل ويقال كيف نفى الريب مطلقا فقال لا ريب فيهو الكافر مرتاب فيه و الجواب أن الحق حق وإن ارتاب فيه المبطل و أيضا فإن الدلائلتزيل الشك و الريب فإن نعم الدنيا تعمالمحسن و المسي‏ء فلا بد من دار يتميز فيهالمحسن من المسي‏ء و أيضا فقد صح أنالتكليف تعريف للثواب و إذا لم يمكن إيصالالثواب في الدنيا لأن من شأنه أن يكونصافيا من الشوائب فلا يكون مقترنابالتكليف لأن التكليف لا يعري من المشقةفلا بد من دار أخرى و أيضا فإن التمكين منالظلم من غير انتصاف في العاجل و إنزالالأمراض من غير استحقاق و لا إيفاء عوض فيالعاجل توجب قضية العقل في ذلك أن يكون دارأخرى توفى فيها الأعواض و ينتصف منالمظلوم للظالم «الَّذِينَ خَسِرُواأَنْفُسَهُمْ» أي أهلكوها بارتكاب الكفرو العناد «فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» أي لايصدقون بالحق و لما ذكر تعالى ملكالسماوات و الأرض عقبه بذكر ما فيهما فقال«وَ لَهُ ما سَكَنَ» أي و له كل متمكن ساكن«فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ» خلقا و ملكاو ملكا و إنما ذكر الليل و النهار هنا و ذكرالسماوات و الأرض فيما قبل لأن الأول يجمعالمكان و الثاني يجمع الزمان و هما ظرفانلكل موجود فكأنه أراد الأجسام و الأعراض وعلى هذا فلا يكون السكون في الآية ما هوخلاف الحركة بل المراد به الحلول كما قالابن الأعرابي إنه من قولهم فلان يسكن بلدكذا أي يحله و هذا موافق لقول ابن عباس و لهما استقر في الليل و النهار من خلق و قيلمعناه ما سكن في الليل للاستراحة و تحرك فيالنهار للمعيشة و إنما ذكر الساكن دونالمتحرك لأنه أعم و أكثر و لأن عاقبةالتحرك السكون و لأن النعمة في السكونأكثر و الراحة فيه أعم و قيل أراد الساكن والمتحرك و تقديره‏

/ 438