المعنى
ثم أمر سبحانه نبيه (ص) باتباع الوحي فقال«اتَّبِعْ» أيها الرسول «ما أُوحِيَإِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلَّاهُوَ» إنما أعاد سبحانه هذا القول لأنالمراد ادعهم إلى أنه لا إله إلا هو عنالحسن و قيل معناه ما أوحي إليك من أنه لاإله إلا هو «وَ أَعْرِضْ عَنِالْمُشْرِكِينَ» قال ابن عباس نسخته آيةالقتال و قيل معناه اهجرهم و لا تخالطهم ولا تلاطفهم و لم يرد به الإعراض عن دعائهمإلى الله تعالى و حكمه ثابت «وَ لَوْ شاءَاللَّهُ ما أَشْرَكُوا» أي لو شاء الله أنيتركوا الشرك قهرا و إجبارا لاضطرهم إلىذلك إلا أنه لم يضطرهم إليه بما ينافي أمرالتكليف و أمرهم بتركه اختيارا ليستحقواالثواب و المدح عليه فلم يتركوه فأتوا بهمن قبل نفوسهم و في تفسير أهل البيت (ع) لوشاء الله أن يجعلهم كلهم مؤمنين معصومينحتى كان لا يعصيه أحد لما كان يحتاج إلىجنة و لا إلى نار و لكنه أمرهم و نهاهم وامتحنهم و أعطاهم ما له به عليهم الحجة منالآلة و الاستطاعة ليستحقوا الثواب والعقاب «وَ ما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْحَفِيظاً» مراقبا لأعمالهم «وَ ما أَنْتَعَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ» أي و لست بموكلعليهم بذلك و إنما أنت رسول عليك البلاغ وعلينا الحساب و جمع بين حفيظ و وكيللاختلاف معنى اللفظين فإن الحافظ للشيءهو الذي يصونه عما يضره و الوكيل علىالشيء هو الذي يجلب الخير إليه.سورة الأنعام (6): آية 108
وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَعَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَزَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْفَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوايَعْمَلُونَ (108)