قرأ ابن كثير و ابن عامر قتلوا بتشديدالتاء و الباقون بالتخفيف.
الحجة
التشديد للتكثير و التخفيف يدل على القلةو الكثرة و قد تقدم بيان ذلك.
الإعراب
قوله «سَفَهاً» و «افْتِراءً عَلَىاللَّهِ» نصب على الوجهين اللذينذكرناهما في قوله افْتِراءً عَلَيْهِ.
المعنى
ثم جمع سبحانه بين الفريقين الذين قتلواأولادهم و الذين حرموا الحلال فقال «قَدْخَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواأَوْلادَهُمْ» خوفا من الفقر و هربا منالعار و معناه هلكت نفوسهم باستحقاقهم علىذلك عقاب الأبد و الخسران هلاك رأس المال«سَفَهاً» أي جهلا و تقديره سفهوا بمافعلوه سفها و الفرق بين السفه و النزق أنالسفه عجلة يدعو إليها الهوى و النزق عجلةمن جهة حدة الطبع و الغيظ «بِغَيْرِعِلْمٍ» و هذا تأكيد لجهلهم و ذهابهم عنالثواب «وَ حَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُاللَّهُ» يعني الأنعام و الحرث الذينزعموا أنها حجر عن الحسن و اعترض علي بنعيسى على هذا فقال الأنعام كانت محرمة حتىورد السمع فما قاله غير صحيح و هذاالاعتراض يفسد من حيث إن الركوب لا يحتاجإلى السمع و إن احتاج الذبح إليه لأنالركوب مباح إذا قام بمصالحها و لأن أكلهاأيضا بعد الذبح مباح «افْتِراءً» أي كذبا«عَلَى اللَّهِ» سبحانه «قَدْ ضَلُّوا»أي ذهبوا عن طريق الحق بما فعلوه و حكموابحكم الشياطين فيما حكموا فيه «وَ ماكانُوا مُهْتَدِينَ» إلى شيء من الدين والخير و الرشاد و في هذه الآيات دلالات علىبطلان مذهب المجبرة لأنه سبحانه أضافالقتل و الافتراء و التحريم إليهم و نزهنفسه عن ذلك و ذمهم على قتل الأطفال بغيرجرم فكيف يعاقبهم سبحانه عقاب الأبد علىغير جرم.