سورة الأعراف (7): الآيات 152 الى 154 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
هارون براءته دعا له و لنفسه (و رابعها)أنه لما رأى بهارون مثل ما به من الجزع والقلق أخذ برأسه متوجعا له مسكنا فكرةهارون أن يظن الجهال ذلك استخفافا فأظهربراءته و دعا له موسى إزالة للتهمة (وخامسها) أنه أنكر على هارون ما بينه في طهمن قوله «ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ» الآية عنأبي مسلم «قالَ» يعني قال هارون «ابْنَأُمَّ» قال الحسن و الله لقد كان أخاهلأبيه و أمه إلا أنه إنما نسبه إلى الأملأن ذكر الأم أبلغ في الاستعطاف «إِنَّالْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي» يعني أنالقوم الذين تركتني بين أظهرهم اتخذونيضعيفا «وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي» أيهموا بقتلي و قرب أن يقتلوني لشدة إنكاريعليهم «فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ»أي لا تسرهم بأن تفعل ما يوهم ظاهره خلافالتعظيم «وَ لا تَجْعَلْنِي مَعَالْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» أي لا تجعلنيمع عبدة العجل و من جملتهم في إظهار الغضبو الموجدة علي «قالَ» موسى حين تبين له مانبهه هارون عليه من خوف التهمة و دخولالشبهة على القوم «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي» و هذا على وجه الانقطاع إلى اللهسبحانه و التقرب إليه لا أنه كان وقع منهأو من أخيه قبيح كبير أو صغير يحتاج أنيستغفر منه فإن الدليل قد دل على أنالأنبياء لا يجوز أن يقع منهم شيء منالقبيح و قيل أنه (ع) بين بهذا لبني إسرائيلأنه لم يجر رأسه إليه لعصيان وجد منه وإنما فعله كما يفعل الإنسان بنفسه عند شدةغضبه على غيره عن الجبائي «وَ أَدْخِلْنافِي رَحْمَتِكَ» أي نعمتك و جنتك «وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» ظاهرالمعنى و إنما يذكر في آخر الدعاء لبيانشدة الرجاء من جهته فإن الابتداء بالنعمةيوجب الإتمام و سعة الرحمة تقتضي الزيادةفيها فيقال أرحم الراحمين لاستدعاءالرحمة من جهته كما يقال أجود الأجودينلاستدعاء الجود من قبله.
سورة الأعراف (7): الآيات 152 الى 154
إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَسَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّتابُوا مِنْ بَعْدِها وَ آمَنُوا إِنَّرَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(153) وَ لَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَىالْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَ فِينُسْخَتِها هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَهُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)