قرأ أهل المدينة بعذاب بيس بكسر الباء غيرمهموز على وزن فعل و قرأ ابن عامر بئسمهموز على وزن فعل أيضا و قرأ أبو بكر غيرحماد بيئس على وزن فيعل و الباقون«بَئِيسٍ» على وزن فعيل و روي في الشواذ عنابن عباس بيئس على وزن فيعل و عن زيد بنثابت بئس على وزن فعل و عن يحيى و السلميبخلاف بئس و عن طلحة بن مصرف بيس و روي أيضاعن نافع و روي عن مجاهد بائس على وزن فاعل وعن الحسن بئس بكسر الباء و فتح السين.
الحجة
قال أبو علي من قرأ «بَئِيسٍ» فإنه يحتملأمرين أن يكون فعيلا من بؤس يبؤس إذا كانشديد البأس فيكون مثل بعذاب شديد و أن يكونمصدرا على فعيل نحو النذير و النكير وقولهم: " عذير الحي من عدوان كانوا جبة الأرض" فوصف بالمصدر و التقدير بعذاب ذي بئيس أيذي بؤس و من قرأ بعذاب بئس فإنه جعل بئسالذي هو فعل اسما فوصف به و مثل ذلك قوله إن الله ينهى عن قيل و قال و مثله مذ شب إلى دب و مذ شب إلى دب فلمااستعملت هذه الألفاظ أسماء و أفعالا فكذلكبئس جعله اسما بعد أن كان فعلا فصار وصفا ومن قرأ بيئس فإنه يكون وصفا مثل ضيغم وحيدر و قال و لا يجوز كسر العين منه لأنفيعل بناء اختص به ما كان عينه ياء أو واوامثل طيب و سيد و لم يجيء مثل ضيغم و قد جاءفي المعتل فيعل أنشد سيبويه: " ما بال عينك كالشعيب العين" فينبغي أن يحمل بيئس ممن رواه على الوهمقال ابن جني و إنما جاء في الهمز لمشابهتهاحرفي العلة و أما