بالأول عذاب الاصطلام و الاستئصال كمافعل بالأمم الماضية و بالثاني عذاب القتلبالسيف و الأسر و غير ذلك بعد خروجالمؤمنين من بينهم (و الآخر) أنه أراد و مالهم أن لا يعذبهم الله في الآخرة و يريدبالأول عذاب الدنيا عن الجبائي (و الثالث)أن الأول استدعاه للاستغفار يريد أنه لايعذبهم بعذاب دنيا و لا آخرة إذا استغفرواو تابوا فإذا لم يفعلوا عذبوا ثم بين أناستحقاقهم العذاب بصدهم الناس عن المسجدالحرام.
سورة الأنفال (8): آية 35
وَ ما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِإِلاَّ مُكاءً وَ تَصْدِيَةً فَذُوقُواالْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)
القراءة
يروى في الشواذ عن عاصم و ما كان صلاتهمبالنصب إلا مكاء و تصدية بالرفع و روي أيضاعن أبان بن تغلب.
الحجة
قال ابن جني لسنا ندفع أن جعل اسم كان نكرةو خبرها معرفة قبيح و إنما جاءت منه أبياتشاذة لكن من وراء ذلك ما أذكره و هو أن نكرةالجنس تفيد مفاد معرفته أ لا تراك تقولخرجت فإذا أسد بالباب فتجد معناه فإذاالأسد بالباب و لا فرق بينهما و ذلك أنك فيالموضعين لا تريد أسدا واحدا معينا و إنماتريد واحدا من هذا الجنس و إذا كان كذلكجاز هنا الرفع في «مُكاءً وَ تَصْدِيَةً»جوازا قريبا كأنه قال و ما كان صلاتهم إلاهذا الجنس من الفعل و لا يكون مثل قولك كانقائم أخاك لأنه ليس في قائم معنى الجنسية وأيضا فإنه يجوز مع النفي ما لا يجوز معالإيجاب أ لا تراك تقول ما كان إنسان خيرامنك و لا تجيز كان إنسان خيرا منك.
اللغة
المكاء الصفير و المكاء طائر يكونبالحجاز له صفير بالتشديد يقال مكا يمكومكاء إذا صفر بفيه قال عنترة:
و حليل غانية تركت مجدلا
تمكو فريصتهكشدق الأعلم
تمكو فريصتهكشدق الأعلم
تمكو فريصتهكشدق الأعلم