الكتاب صحيفة فيها حروف مسطورة تدلبتأليفها على معان مفهومة و التفصيل والتبيين و التقسيم نظائر ينظرون أيينتظرون و الانتظار هو الإقبال على مايأتي بالتوقع له و أصله الإقبال علىالشيء بوجه من الوجوه و التأويل ما يؤولإليه حال الشيء و النسيان ذهاب المعنى عنالنفس و اختلف المتكلمون فيه فقال أبو عليالجبائي أنه معنى و قال أبو هاشم ليس بمعنىو إنما هو من قبيل السهو و قال القاضي هوذهاب العلم الضروري و إليه ذهب المرتضى.
الإعراب
«هُدىً وَ رَحْمَةً» يجوز أن يكون حالا ويجوز أن يكون مفعولا له و قال أبو مسلممصدر وضع موضع الحال و لو قرئ بالرفع علىالاستئناف أو بالجر على البدل لجاز إلا أنالقراءة بالنصب «فَيَشْفَعُوا» نصب لأنهجواب التمني بالفاء و تقديره هل يكون لناشفعاء فشفاعة، «أَوْ نُرَدُّ» بالرفع علىتقدير أو هل نرد فنعمل أي هل يكون لنا ردقال فعمل أي فعمل منا غير ما كنا عملناه.
المعنى
لما ذكر حال الفريقين بين سبحانه أنه قدأتاهم الكتاب و الحجة فقال «وَ لَقَدْجِئْناهُمْ بِكِتابٍ» و هو القرآن«فَصَّلْناهُ» بيناه و فسرناه «عَلىعِلْمٍ» أي و نحن عالمون به و لما كانتلفظة عالم مأخوذة من العلم جاز أن يذكرالعلم ليدل به على العالم كما أن الوجود فيصفة الموجود كذلك «هُدىً وَ رَحْمَةًلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» أي دلالة ترشدهمإلى الحق و تنجيهم من الضلالة و نعمة علىجميع المؤمنين لأنهم المنتفعون به «هَلْيَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ» أي هلينتظرون إلا عاقبة لجزاء عليه و ما يؤولمغبة أمورهم إليه عن الحسن و قتادة و مجاهدو السدي و إنما أضاف إليهم مجازا لأنهمكانوا جاحدين لذلك غير متوقعين له و إنماكان ينتظر بهم المؤمنون لإيمانهم بذلك واعترافهم به و قيل إن تأويله ما وعدوا بهمن البعث و النشور و الحساب و العقاب عنالجبائي «يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ» أييوم يأتي عاقبة ما وعدوا به «يَقُولُالَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ» أي يقولالذين تركوا العمل به ترك الناس له وأعرضوا