المعنى
ثم ذم سبحانه الكفار فقال «إِنَّ شَرَّالدَّوَابِّ» أي شر من دب على وجه الأرض منالحيوان «عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّالْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ»يعني هؤلاء المشركين الذين لم ينتفعوا بمايسمعون من الحق و لا يتكلمون به و لايعتقدونه و لا يقرون به فكأنهم صم بكم لايتفكرون أيضا فيما يسمعون فكأنهم لمينتفعوا بعقولهم أيضا و صاروا كالدواب و قال الباقر (ع) نزلت الآية في بني عبدالدار لم يكن أسلم منهم غير مصعب بن عمير وحليف لهم يقال له سويبط و قيل نزلت الآية في النضر بن الحارث بنكلدة من بني عبد الدار بن قصي «وَ لَوْعَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراًلَأَسْمَعَهُمْ» معناه و لو علم الله فيهمقبولا للهدى و إقبالا على طلب الحقلأسمعهم ما يذهبون عن استماعه عن الحسن وقيل معناه لأسمعهم الجواب عن كل ما سألواعنه عن الزجاج و قيل معناه لأسمعهم قول قصيبن كلاب فإنهم قالوا أحي لنا قصي إن كلابليشهد بنبوتك عن الجبائي «وَ لَوْأَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْمُعْرِضُونَ» أي لأعرضوا و في هذا دلالةعلى أن الله تعالى لا يمنع أحدا منالمكلفين اللطف و إنما لا يلطف لمن يعلمأنه لا ينتفع به.سورة الأنفال (8): الآيات 24 الى 25
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِإِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَالْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَ اتَّقُوافِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُواأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (25)