قرأ ابن عامر و أبو جعفر و حمزة و حفص «وَلا يَحْسَبَنَّ» بالياء و الباقون بالتاءو قرأ ابن عامر إنهم لا يعجزون بالفتح والباقون «إِنَّهُمْ» بالكسر و قرأ رويس عنيعقوب ترهبون بالتشديد و الباقون«تُرْهِبُونَ» بالتخفيف و قرأ أبو بكرللسلم بكسر السين و الباقون بفتح السين.
الحجة
من قرأ لا تحسبن بالتاء فالذين كفرواالمفعول الأول و سبقوا جملة في موضع نصببكونها المفعول الثاني و من قرأ«يَحْسَبَنَّ» بالياء فلا يخلو من أن يكونجعل الذين كفروا الفاعل و هذا لا يجوز لأنيحسبن لا بد له من مفعولين و لكنه محمولعلى أحد ثلاثة أشياء إما أن يكون فاعلهالنبي (ص) و تقديره و لا يحسبن النبي (ص)الذين كفروا سبقوا و إما أن يكون تقديرهعلى حذف إن كأنه قال لا يحسبن الذين كفرواإن سبقوا فحذفت إن كما حذفتها في تأويلسيبويه في قوله أَ فَغَيْرَ اللَّهِتَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ كأنه قال أ فغيرعبادته تأمروني قال الزجاج و يقوي هذاالوجه أنها في حرف ابن مسعود أنهم سبقوا وإذا كانت كذلك فهو بمنزلة قولك حسبت أنأقوم و حسبت أقوم على حذف أن و إذا وجهتهعلى هذا فقد سد أن سبقوا مسد المفعولين كماأن قوله الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْيُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا كذلكو إما أن يكون أضمر المفعول الأول و تقديرهو لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا أوإياهم سبقوا و من قرأ «إِنَّهُمْ لايُعْجِزُونَ» بكسر الألف يكون علىالاستئناف كما أن قوله ساءَ مايَحْكُمُونَ منقطع من الجملة التي قبلهاالتي هي أَمْ حَسِبَ الَّذِينَيَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْيَسْبِقُونا