المعنى
لما تقدم الأمر منه سبحانه للمكلفينباتباع القرآن و التحذير من مخالفته والتذكير عقب ذلك تذكيرهم ما نزل بمن قبلهممن العذاب و تحذيرهم أن ينزل بهم ما نزلبأولئك فقال «وَ كَمْ مِنْ قَرْيَةٍ» أيمن أهل قرية فحذف المضاف لدلالة الكلامعليه «أَهْلَكْناها» بعذاب الاستئصال«فَجاءَها بَأْسُنا» أي عذابنا «بَياتاً»بالليل «أَوْ هُمْ قائِلُونَ» أي في وقتالقيلولة و هي نصف النهار و أصله الراحة ومنه الإقالة في البيع لأنه الإراحة منهبالإعفاء من عقدة و الأخذ بالشدة في وقتالراحة أعظم في العقوبة فلذلك خص الوقتينبالذكر «فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْجاءَهُمْ بَأْسُنا» أي لم يكن دعاء هؤلاءالذين أهلكناهم عقوبة لهم على معاصيهم وكفرهم في الوقت الذي جاءهم شدة عذابنا«إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّاظالِمِينَ» يعني اعترافهم بذلك علىنفوسهم و إقرارهم به و هذا القول كان منهمعند معاينة البأس و التيقن بأنه ينزل بهم ويجوز أن يكونوا قالوه حين لابسهم طرف منه ولم يهلكوا بعد و في هذا دلالة على أنالاعتراف و التوبة عند معاينة البأس لاينفع.سورة الأعراف (7): الآيات 6 الى 9
فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَإِلَيْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّالْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّعَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَ ما كُنَّاغائِبِينَ (7) وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍالْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُفَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَالَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِماكانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (9)