قرأ أهل الحجاز و روح برسالتي على التوحيدو الباقون «بِرِسالاتِي» على الجمع و قدمضى الكلام فيه.
اللغة
اللوح صحيفة مهياة للكتابة فيها و أصله مناللوح و هو اللمع يقال لاح يلوح إذا لمع وتلألأ و التلويح التضمير و لوحه السفرغيره تغييرا تبين عليه أثره لأن حاله يلوحبما نزل به و اللوح الهواء لأنه كاللامع فيهبوبه فاللوح تلوح المعاني بالكتابة فيه والموعظة التحذير بما يزجر عن القبيح ويبصر مواقع المخوف.
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن عظيم نعمته على موسىبالاصطفاء و إجلال القدر و أمره إياهبالشكر بقوله «قالَ» أي قال الله سبحانه«يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ» أياخترتك و اتخذتك صفوة و فضلتك «عَلَىالنَّاسِ بِرِسالاتِي» من غير كلام «وَبِكَلامِي» من غير رسالة و خص الناس لأنهكلم الملائكة و لم يكلم أحدا من الناس بلاواسطة سوى موسى (ع) و قيل أنه سبحانه كلمموسى على الطور و كلم نبينا محمدا (ص) عندسدرة المنتهى «فَخُذْ ما آتَيْتُكَ» أيتناول ما أعطيتك من التوراة و تمسك بماأمرتك «وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» أي منالمعترفين بنعمتي القائمين بشكرها علىحسب مرتبتها فكلما كانت النعمة أعظم و أجلوجب أن تقابل من الشكر بما يكون أتم و أكملالوجه و في تشريف موسى (ع) بالاختصاصبالكلام إن ذلك نعمة عظيمة و منة جسيمة منهتعالى عليه لأنه كلمه و علمه الحكمة من غيرواسطة بينه و بينه و من أخذ العلم منالعالم المعظم كان أجل رتبة ممن أخذه ممنهو دونه «وَ كَتَبْنا لَهُ» يعني لموسى (ع)«فِي الْأَلْواحِ» يريد ألواح التوراة عنابن عباس و قيل كانت من خشب نزلت من السماءعن الحسن و قيل كانت من زمرد و طولها عشرةأذرع عن ابن جريج و قيل كانت من زبرجدةخضراء و ياقوتة حمراء عن الكلبي و قيلإنهما كانا لوحين قال الزجاج و يجوز فياللغة أن يقال للوحين ألواح و يجوز أن يكونألواح و يجوز أن يكون ألواحا جمع أكثر مناثنين «مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» قال الزجاجأعلم الله سبحانه أنه أعطاه من كل شيءيحتاج إليه من أمر الدين مع ما أراه منالآيات «مَوْعِظَةً» هذا تفسير لقوله«كُلِّ شَيْءٍ» و بيان لبعض ما دخل تحته«وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ» يحتاجإليه في الدين من الأوامر و النواهي والحلال و الحرام و ذكر الجنة و النار و غيرذلك من العبر و الأخبار و تفصيلا أيضاتفسير لقوله «كُلِّ شَيْءٍ» «فَخُذْهابِقُوَّةٍ» أي بجد و اجتهاد و قيل بصحةعزيمة و قوة قلب «وَ أْمُرْ قَوْمَكَ