المعنى
ثم أخبر سبحانه عن الكفار الذين ذكرهم قبلهذه الآية و إنكارهم البعث و النشور والحشر و الحساب فقال «وَ قالُوا إِنْهِيَ» أي ما هي «إِلَّا حَياتُنَاالدُّنْيا» عنوا بذلك أنه لا حياة لنا فيالآخرة و إنما هي هذه التي حيينا بها فيالدنيا «وَ ما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ» أيلسنا بمبعوثين بعد الموت ثم خاطب سبحانهنبيه (ص) فقال «وَ لَوْ تَرى» يا محمد«إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ» ليس يصحفي هذه الآية شيء من الوجوه التي ذكرناهافي قوله وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا علىالنار إلا وجها واحدا و هو أن المعنى عرفواربهم ضرورة كما يقال وقفته على كلام فلانأي عرفته إياه و قيل أيضا أن المعنى وقفواعلى ما وعدهم ربهم من العذاب الذي يفعلهبالكفار و الثواب الذي يفعله بالمؤمنين فيالآخرة و عرفوا صحة ما أخبرهم به من الحشرو الحساب و يجوز أن يكون المعنى حبسوا علىربهم ينتظر بهم ما يأمرهم به و خرج الكلاممخرج ما جرت به العادة من وقوف العبد بينيدي سيده لما في ذلك من الفصاحة و الإفصاحبالمعنى و التنبيه على عظم الأمر «قالَ»أي يقول الله تعالى لهم و جاء على لفظالماضي لأنه لتحققه كأنه واقع و قيل معناهتقول الملائكة لهم بأمر الله تعالى «أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ» كما قالت الرسل وهذا سؤال توبيخ و تقريع و قوله «هذا» إشارةإلى الجزاء و الحساب و البعث «قالُوا» أيفيقول هؤلاء الكفار مقرين بذلك مذعنين له«بَلى» هو حق «وَ رَبِّنا» قسم ذكروه وأكدوا اعترافهم به «قالَ» الله تعالى أوالملك بأمره «فَذُوقُوا الْعَذابَ بِماكُنْتُمْ تَكْفُرُونَ» أي بكفركم و إنماقال ذوقوا لأنهم في كل حال يجدون ذلك وجدانالذائق المذوق في شدة الإحساس من غير أنيصيروا إلى حال من يشم بالطعام في نقصانالإدراك.سورة الأنعام (6): الآيات 31 الى 32
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوابِلِقاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُالسَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا ياحَسْرَتَنا عَلى ما فَرَّطْنا فِيها وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلىظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَعِبٌوَ لَهْوٌ وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُخَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلاتَعْقِلُونَ (32)