«كَلِمَةُ رَبِّكَ» بالتوحيد عراقي غيرأبي عمرو و الباقون كلمات ربك.
الحجة
من قرأ «كَلِمَةُ رَبِّكَ» قال قد وقعالمفرد على الكثرة فلذلك أغنى عن الجمعقالوا إن زهيرا قال في كلمته يعنون قصيدتهو قال قس في كلمته يعنون خطبته و من قرأبالجمع فلأنه لما كان جمعا في المعنىجمعوا.
اللغة
التبديل وضع الشيء مكان غيره و الصدقالخبر الذي مخبره على وفق ما أخبر به والعدل ضد الجور و قيل إن أفعال الله تعالىكلها عدل لأنها كلها على الاستقامة و قيلإنما يوصف بذلك فيما يعامل به عباده.
الإعراب
«صِدْقاً وَ عَدْلًا» نصب على التمييز وقيل إنهما مصدران انتصبا على الحال منالكلمة و تقدير ذلك صادقة و عادلة عن أبيعلي الفارسي و قد تقدم مثل هذا فيما مضى.
المعنى
ثم بين سبحانه صفة الكتاب المنزل فقال «وَتَمَّتْ» أي كملت على وجه لا يمكن أحداالزيادة فيه و النقصان منه «كَلِمَةُرَبِّكَ» أي القرآن عن قتادة و غيره و قيلمعناه أنزلت شيئا بعد شيء حتى كملت علىما تقتضيه الحكمة و قيل إن المراد بالكلمةدين الله كما في قوله وَ كَلِمَةُ اللَّهِهِيَ الْعُلْيا عن أبي مسلم و قيل المرادبها حجة الله على الخلق «صِدْقاً وَعَدْلًا» ما كان في القرآن من الأخبار فهوصدق لا يشوبه كذب و ما فيه من الأمر و النهيو الحكم و الإباحة و الحظر فهو عدل «لامُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ» أي لا مغيرلأحكامه عن قتادة لأنه و إن أمكن التغيير والتبديل في اللفظ كما بدل أهل الكتابالتوراة و الإنجيل فإنه لا يعتد بذلك قال وقد تطلق الكلمة بمعنى الحكم قال سبحانه«وَ كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ»أي حكم ربك و يقال عقوبة ربك و قال النبي (ص)في صفة النساء إنهن هو أن عندكم استحللتمفروجهن بكلمة الله تعالى و قيل معناه أنالقرآن محروس عن الزيادة و النقصان فلامغير لشيء منه و ذلك أن الله تعالى ضمنحفظه في قوله «وَ إِنَّا لَهُلَحافِظُونَ» و لا يجوز أن يعني بالكلماتالشرائع كما عنى بقوله «وَ صَدَّقَتْبِكَلِماتِ رَبِّها» لأن الشرائع قد يجوزفيها النسخ و التبديل «وَ هُوَالسَّمِيعُ» لأقوالكم «الْعَلِيمُ»بضمائركم.