المفاتح جمع مفتح فالمفتح بالكسر المفتاحالذي يفتح به و المفتح بفتح الميم الخزانةو كل خزانة كانت لصنف من الأشياء فهو مفتحقال الفراء في قوله إِنَّ مَفاتِحَهُلَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ يعني خزائنه والتوفي قبض الشيء على التمام يقال توفيتالشيء و استوفيته بمعنى و الجرح العملبالجارحة و الاجتراح الاكتساب.
الإعراب
«وَ لا حَبَّةٍ» تقديره و لا تسقط من حبةثابتة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس وقوله «إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ» الجار والمجرور في موضع الرفع لأنه خبر الابتداءتقديره إلا هو في كتاب مبين و لا بد من هذاالتقدير لأنه لو لم يكن محمولا على هذالوجب أن لا يعلمها في كتاب مبين و هوسبحانه يعلم ذلك في كتاب مبين و الاستثناءمنقطع.
المعنى
لما ذكر سبحانه أنه أعلم بالظالمين بينعقيبه أنه لا يخفى عليه شيء من الغيب ويعلم أسرار العالمين فقال «وَ عِنْدَهُمَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّاهُوَ» معناه و عنده خزائن الغيب الذي فيهعلم العذاب المستعجل به و غير ذلك لايعلمها أحد إلا هو أو من أعلمه به و علمهإياه و قيل معناه و عنده مقدورات الغيبيفتح بها على من يشاء من عباده بإعلامه بهو تعليمه إياه و تيسيره السبيل إليه و نصبهالأدلة له و يغلق عمن يشاء بأن لا ينصبالأدلة له و قال الزجاج يريد عنده الوصلةإلى علم الغيب و كل ما لا يعلم إذا استعلميقال فيه افتح علي و قال ابن عمر مفاتحالغيب خمس ثم قرأ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُعِلْمُ السَّاعَةِ الآية و قال ابن عباسمعناه