قرأ أبو جعفر فتحنا بالتشديد في جميعالقرآن و وافقه ابن عامر إلا قوله وَ لَوْفَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً و حَتَّى إِذافَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً فإنه خففهما ووافقهما يعقوب في القمر و قرأ الباقون فيجميع ذلك بالتخفيف إلا مواضع قد اختلفوافيها سنذكرها إن شاء الله إذا بلغنا إلىمواضعها.
الحجة
من ثقل أراد التكثير و المبالغة و من خففلم يرد ذلك.
اللغة
البأساء من البأس و الخوف و الضراء منالضر و قد يكون البأساء من البؤس، و التضرعالتذلل يقال ضرع فلان لفلان إذا بخع له وسأله أن يعطيه و المبلس الشديد الحسرة وقال الفراء المبلس المنقطع الحجة قالرؤبة: و حضرت يوم الخميس الأخماس *** و في الوجوهصفرة و إبلاس دابر القوم الذي يدبرهم و يدبرهم لغتان وهو الذي يتلوهم من خلفهم و يأتي علىأعقابهم و أنشد: آل المهلب جز الله دابرهم *** أضحوا رمادافلا أصل و لا طرف و قال الأصمعي الدابر الأصل يقال قطع اللهدابره أي أصله و أنشد: فدى لكما رجلي و رحلي و ناقتي *** غداةالكلاب إذ تجز الدوابر أي يقتل القوم فتذهب أصولهم فلا يبقى لهمأثر و قال غيره دابر الأمر آخره و روي عنعبد الله أنه قال من الناس من لا يأتيالصلاة ألا دبريا بضم الدال يعني في آخرالوقت كذا يقول أصحاب الحديث قال أبو زيدالصواب دبريا بفتح الدال و الباء.
الإعراب
لو لا للتحضيض و لا يدخل إلا على الفعل ومعناه هلا تضرعوا «وَ لكِنْ قَسَتْقُلُوبُهُمْ» معطوف على تأويل الكلامالأول فإن في قوله (هلا تضرعوا) دلالة علىأنهم لم يتضرعوا و قوله «بَغْتَةً» مصدروقع موقع الحال أي أخذناهم مباغتين.