قد مر ما قيل في العفو عند قوله «قُلِالْعَفْوَ» في سورة البقرة و العرف ضدالنكر و مثله المعروف و العارفة و هو كلخصلة حميدة تعرف صوابها العقول و تطمئنإليها النفوس قال الشاعر: " لا يذهب العرف بين الله و الناس" و النزغ الإزعاج بالإغراء و أكثر ما يكونذلك عند الغضب و أصله الإزعاج بالحركةنزغه ينزغه نزغا و قيل النزغ الفساد و منهنزغ الشيطان بيني و بين إخوتي أي أفسد قالالزجاج النزغ أدنى حركة تكون و من الشيطانأدنى وسوسة.
المعنى
لما أمر الله سبحانه نبيه (ص) بالدعاء إليهو تبليغ رسالته علمه محاسن الأفعال ومكارم الأخلاق و الخصال فقال «خُذِالْعَفْوَ» أي خذ يا محمد ما عفا من أموالالناس أي ما فضل من النفقة و كان رسول الله(ص) يأخذ الفضل من أموالهم ليس فيها شيءموقت ثم نزلت آية الزكاة فصار منسوخا بهافإن هذه السورة مكية عن ابن عباس و السدي والضحاك و قيل معناه خذ العفو من أخلاقالناس و أقبل الميسور منها عن مجاهد والحسن و معناه أنه أمره بالتساهل و تركالاستقصاء في القضاء و الاقتضاء و هذايكون في الحقوق الواجبة لله و للناس و فيغيرها و هو في معنى الخبر المرفوع أحب الله عبدا سمحا بائعا ومشتريا قاضيا و مقتضيا و قيل هو العفو في قبول العذر من المعتذر وترك المؤاخذة بالإساءة و روي أنه لما نزلت هذه الآية سأل رسول الله(ص) جبرائيل عن ذلك فقال لا أدري حتى أسألالعالم ثم أتاه فقال يا محمد إن الله يأمركأن تعفو عمن ظلمك و تعطي من حرمك و تصل منقطعك «وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ» يعني بالمعروف وهو كل ما حسن في العقل فعله أو في الشرع ولم يكن منكرا و لا قبيحا عند العقلاء و قيلبكل خصلة