الذكر ضد السهو و هو إحضار المعنى للنفس والاستضعاف طلب ضعف الشيء بتهوين حاله والتخطف الأخذ بسرعة انتزاع يقال تخطف وخطف و اختطف.
المعنى
ثم ذكر سبحانه حالتهم السالفة في القلة والضعف و إنعامه عليهم بالنصر و التأييد والتكثير فقال «وَ اذْكُرُوا» معشرالمهاجرين «إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ» فيالعدد و كانوا كذلك قبل الهجرة في ابتداءالإسلام «مُسْتَضْعَفُونَ» يطلب ضعفكمبتوهين أمركم «فِي الْأَرْضِ» أي في مكةعن ابن عباس و الحسن «تَخافُونَ أَنْيَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ» أي يستلبكمالمشركون من العرب إن خرجتم منها و قيل أنهيعني بالناس كفار قريش عن قتادة و عكرمة وقيل فارس و الروم عن وهب «فَآواكُمْ» أيجعل لكم مأوى ترجعون إليه يعني المدينةدار الهجرة «وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ»أي قواكم «وَ رَزَقَكُمْ مِنَالطَّيِّباتِ» يعني الغنائم أحلها لكم ولم يحلها لأحد قبلكم و قيل هي عامة في جميعما أعطاهم من الأطعمة اللذيذة«لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» أي لكي تشكرواو المعنى قابلوا حالكم التي أنتم عليهاالآن بتلك الحال المتقدمة ليتبين لكم موضعالنعمة فتشكروا عليها.