سورة الأنعام (6): الآيات 112 الى 113 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
«وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُالْمَلائِكَةَ» حتى يروهم عيانا يشهدونلنبينا بالرسالة «وَ كَلَّمَهُمُالْمَوْتى» أي و أحيينا الموتى حتىكلموهم بالتوحيد و شهدوا لمحمد بالرسالة«وَ حَشَرْنا» أي جمعنا «عَلَيْهِمْكُلَّ شَيْءٍ» أي كل آية و قيل كل ماسألوه «قُبُلًا» أي معاينة و مقابلة حتىيواجهوها عن ابن عباس و قتادة و معناه أنهممن شدة عنادهم و تركهم الانقياد و الإذعانللحق يشكون في المشاهدات التي لا يشك فيهاو مثله قوله «وَ إِنْ يَرَوْا كِسْفاًمِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌمَرْكُومٌ» و قبلا أي قبيلا قبيلا يعنيجماعة جماعة عن مجاهد هذا إذا حملت قبلاعلى جمع القبيل الذي هو الصنف و إنما كانتتبهر هذه الآية لأنه ليس في العرف أن يجتمعجميع الأشياء و تنحشر إلى موضع و قيل كفلاءعن الفراء و هذا الوجه فيه بعد لأنهم إذالم يؤمنوا عند إنزال الملائكة إليهم وكلام الموتى فإن لا يؤمنوا بالكفالة أجدرإلا أن يكون المراد حشر كل شيء و فيالأشياء المحشورة ما لا ينطق فإذا نطقبالكفالة ما لا ينطق كان خارقا للعادة «ماكانُوا لِيُؤْمِنُوا» عند هذه الآيات «إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ» أن يجبرهمعلى الإيمان عن الحسن و هو المروي عن أهلالبيت (ع) و المعنى أنهم قط لا يؤمنون مختارين إلاأن يكرهوا «وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْيَجْهَلُونَ» أن الله قادر على ذلك و قيلمعناه يجهلون أنهم لو أوتوا بكل آية ماآمنوا طوعا و قيل معناه يجهلون مواضعالمصلحة فيبطلون ما لا فائدة فيه و فيالآية دلالة على أن الله سبحانه لو علم أنهإذا فعل ما اقترحوه من الآيات آمنوا لفعلذلك و لكان ذلك من الواجب في حكمته لأنه لولم يجب ذلك لم يكن لتعليله بأنه لم يظهرهذه الآيات لعلمه بأنه لو فعلها لم يؤمنوامعنى و فيها أيضا دلالة على أن إرادتهمحدثة لأن الاستثناء يدل على ذلك إذ لوكانت قديمة لم يجز هذا الاستثناء و لم يصحكما كان لا يصح لو قال ما كانوا ليؤمنواإلا أن يعلم الله و إلا أن يقدر الله لحصولهاتين الصفتين فيما لم يزل و متى قيل فلملا يقال أنهم لم يؤمنوا لأنه سبحانه يعلمأنه لم يشأ فالقول فيه أنه لو كان كذلكلكان وقوع الإيمان منهم موقوفا علىالمشيئة سواء كانت الآيات أم لم تكن و فيهذا إبطال للآيات.
سورة الأنعام (6): الآيات 112 الى 113
وَ كَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّعَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلىبَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُفَذَرْهُمْ وَ ما يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِوَ لِيَرْضَوْهُ وَ لِيَقْتَرِفُوا ماهُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)