قرأ أهل المدينة و أبو عمرو و أبو بكر عنعاصم و خلف «ثُمَّ لَمْ تَكُنْ» بالتاءفتنتهم بالنصب و قرأ ابن كثير و ابن عامر وحفص عن عاصم «ثُمَّ لَمْ تَكُنْ» بالتاءأيضا «فِتْنَتُهُمْ» بالرفع و قرأ حمزة والكسائي و يعقوب ثم لم يكن بالياء فتنتهمبالنصب و قرأ حمزة و الكسائي و خلف و اللهربنا بالنصب و قرأ الباقون بالجر.
الحجة
من قرأ «تَكُنْ» بالتاء فتنتهم بالنصبفإنه أنث «أَنْ قالُوا» لما كان القولالفتنة في المعنى كما قال فَلَهُ عَشْرُأَمْثالِها فأنث الأمثال لما كانت فيالمعنى الحسنات و مما جاء في الشعر قوللبيد: فمضى و قدمها و كانت عادة *** منه إذا هيعردت أقدامها فأنث الأقدام لما كانت العادة في المعنىقال الزجاج و يجوز أن يكون تأويل «إِلَّاأَنْ قالُوا» إلا مقالتهم و من قرأ «لَمْتَكُنْ» بالتاء «فِتْنَتُهُمْ» رفعا أثبتعلامة التأنيث في الفعل المسند إلى الفتنةو الفتنة مؤنثة و على هذه القراءة يكونقوله «إِلَّا أَنْ قالُوا» في موضع نصببكونه خبر كان و من قرأ لم يكن بالياءفتنتهم نصبا فعلى أن قوله «أَنْ قالُوا»اسم كان و الأولى و الأقوى أن يكون فتنتهمنصبا و «أَنْ قالُوا» الاسم لأن أن إذاوصلت لم توصف فأشبهت بامتناع وصفها المضمر