قرأ ابن كثير و أبو عمرو و يعقوب بروايةروح و زيد فمستقر بكسر القاف و الباقونبفتح القاف.
الحجة
قال أبو علي من كسر القاف كان المستقربمعنى القار فإذا كان كذلك وجب خبره أنيكون المضمر منكم أي فمنكم مستقر كقولكبعضكم مستقر أي مستقر في الأرحام و من فتحفليس على أنه مفعول أ لا ترى أن استقر لايتعدى و إذا لم يتعد لم يبن منه اسم مفعولبه و إذا لم يكن مفعولا به كان اسم مكانفالمستقر بمنزلة المقر كما كان المستقربمعنى القار و إذا كان كذلك جعلت الخبرالمضمر لكم و التقدير فمستقر لكم و أماالمستودع فإن استودع فعل يتعدى إلىمفعولين تقول استودعت زيدا ألفا و أودعتزيدا ألفا فاستودع مثل أودع كما أن استجابمثل أجاب فالمستودع يجوز أن يكون الإنسانالذي استودع ذلك المكان و يجوز أن يكونالمكان نفسه و من قرأ «فَمُسْتَقَرٌّ»بفتح القاف جعل المستودع مكانا ليكون مثلالمعطوف عليه أي فلكم مكان استقرار واستيداع و من قرأ فمستقر فالمعنى منكممستقر في الأرحام و منكم مستودع فيالأصلاب فالمستودع اسم المفعول به فيكونمثل المستقر في أنه اسم لغير المكان.
المعنى
ثم ذكر سبحانه ما يقارب في المعنى الآيةالمتقدمة فيما يدل على وحدانيته و عظيمقدرته فقال «وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ» أيخلق «لَكُمُ» أي لنفعكم «النُّجُومَلِتَهْتَدُوا بِها» أي بضوئها و طلوعها ومواضعها «فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» لأن من النجوم ما يكون بين يديالإنسان و منها ما يكون خلفه و منها مايكون عن يمينه و منها ما يكون عن يساره ويهتدي بها في الأسفار و في البلاد و فيالقبلة و أوقات الليل و إلى الطرق في مسالكالبراري و البحار و قال البلخي ليس في قوله«لِتَهْتَدُوا بِها» ما يدل على أنه لميخلقها لغير ذلك بل خلقها سبحانه لأمورجليلة عظيمة و من فكر في صغر الصغير منها وكبر الكبير و اختلاف مواقعها و مجاريها