قرأ حمزة و الكسائي و خلف و يعقوب و أبوبكر عن عاصم من يصرف بفتح الياء و كسرالراء و الباقون «يُصْرَفْ» بضم الياء وفتح الراء.
الحجة
قال أبو علي فاعل يصرف الضمير العائد إلىربي و ينبغي أن يكون حذف الضمير العائد إلىالعذاب و المعنى من يصرفه عنه و كذلك فيقراءة أبي فيما زعموا و ليس حذف هذا الضميربالسهل و ليس بمنزلة الضمير الذي يحذف منالصلة لأن من جزاء و لا يكون صلة على أنالضمير إنما يحذف من الصلة إذا عاد إلىالموصول نحو أَ هذَا الَّذِي بَعَثَاللَّهُ رَسُولًا و سَلامٌ عَلىعِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى أي بعثهم واصطفاهم و لا يعود الضمير المحذوف هنا إلىموصول و لا إلى من التي للجزاء و إنما يرجعإلى العذاب في قوله «عَذابَ يَوْمٍعَظِيمٍ» و ليس هذا بمنزلة قوله وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ لأن هذا فعل واحد قد تكرر وعدي الأول منهما إلى المفعول فعلم بتعديةالأول أن الثاني بمنزلته و أما قراءة منقرأ «يُصْرَفْ» فالمسند إليه الفعلالمبني للمفعول ضمير العذاب المتقدم ذكرهو الذكر العائد إلى المبتدأ الذي هو من فيالقراءتين جميعا الضمير الذي في عنه و ممايقوي قراءة من قرأ يصرف بفتح الياء أن مابعده من قوله «فَقَدْ رَحِمَهُ» مسند إلىضمير اسم الله تعالى فقد اتفق الفعلان فيالإسناد إلى هذا الضمير و مما يقوي ذلكأيضا أن الهاء المحذوفة من يصرفه لما كانتفي حيز الجزاء و كان ما في حيزه في أنه لايتسلط على ما تقدمه بمنزلة ما في الصلة فيأنه لا يجوز أن يتسلط على الموصول حسن حذفالهاء منه كما حسن حذفها من الصلة.
المعنى
«مَنْ يُصْرَفْ» العذاب «عَنْهُيَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ» الله يريدمن غفر له فإنه