قرأ ابن عامر وحده ينسينك بالتشديد والباقون «يُنْسِيَنَّكَ» بالتخفيف.
الحجة
حجة من خفف قوله وَ ما أَنْسانِيهُ إِلَّاالشَّيْطانُ و حجة ابن عامر أنه يجوز نقلالفعل بتضعيف العين كما يجوز نقله بالهمزةكما يقال عزمته و أعزمته.
الإعراب
ذكرى يجوز أن يكون في موضع نصب على معنى ولكن ذكروهم ذكرى و يجوز أن يكون في موضعرفع على أحد وجهين إما أن يكون على معنى ولكن الذي تأمرونهم به ذكري فيكون خبرالمبتدأ و إما أن يكون عليكم ذكرى أي عليكمأن تذكروهم كما قال إِنْ عَلَيْكَ إِلَّاالْبَلاغُ و على هذا فيكون ذكرى مبتدأ. النزول قال أبو جعفر (ع) لما نزلت «فَلا تَقْعُدْبَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ» قال المسلمون كيف نصنع إنكان كلما استهزأ المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام و لانطوف بالبيت الحرام فأنزل الله سبحانه «وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْحِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ» أمرهمبتذكيرهم و تبصيرهم ما استطاعوا.
المعنى
ثم أمر سبحانه بترك مجالستهم عنداستهزائهم بالقرآن فقال «وَ إِذارَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيآياتِنا» خاطب النبي (ص) أي إذا رأيت هؤلاءالكفار و قيل الخطاب له و المراد غيره ومعنى يخوضون يكذبون بآياتنا و ديننا عنالحسن و سعيد بن جبير و الخوض التخليط فيالمفاوضة على سبيل العبث و اللعب و تركالتفهم و التبيين «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ»أي فاتركهم و لا تجالسهم «حَتَّىيَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» أييدخلوا في حديث غير الاستهزاء بالقرآن وإنما أمره (ص) بالإعراض عنهم لأن من حاج منهذه حاله فقد وضع الشيء غير موضعه و حط منقدر البيان و الحجاج «وَ إِمَّايُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ» المعنى و إنأنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهمو يسأل على هذا فيقال كيف أضاف النسيان إلىالشيطان و هو فعل الله تعالى و الجواب إنماأضافه إلى الشيطان لأنه تعالى أجرى العادةبفعل النسيان عند الإعراض عن الفكر وتراكم الخواطر الردية و الوساوس الفاسدةمن الشيطان فجاز إضافة النسيان إليه لماحصل عند فعله كما أن من ألقى غيره في البردحتى مات فإنه يضاف الموت إليه لأنه عرضهلذلك و كان كالسبب فيه «فَلا تَقْعُدْبَعْدَ الذِّكْرى» أي بعد