مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 127
نمايش فراداده

يصح فيه أفعل و الجواب أن المعنى هو أعلمبه ممن يعلمه لأنه يعلمه من وجوه لا يخفىعلى غيره و ذلك أنه يعلم ما يكون منه و ماكان و ما هو كائن إلى يوم القيامة على جميعالوجوه التي يصح أن يعلم الأشياء عليها وليس كذلك غيره لأن غيره لا يعلم جميعالأشياء و ما يعلمه لا يعلمه من جميعوجوهها و أما من هو غير عالم أصلا فلا يقالالله سبحانه أعلم منه لأن لفظة أعلم يقتضيالاشتراك في العلم و زيادة لمن وصف بأنهأعلم و هذا لا يصح فيمن ليس بعالم أصلا إلامجازا «وَ هُوَ أَعْلَمُبِالْمُهْتَدِينَ» المعنى أنه سبحانهأعلم بمن يسلك سبيل الضلال المؤدي إلىالهلاك و العقاب و من يسلك سبيل الهدىالمفضي به إلى النجاة و الثواب و في هذادلالة على أن الضلال و الإضلال من فعلالعبد خلاف ما يقوله أهل الجبر و على أنهلا يجوز التقليد و اتباع الظن في الدين والاغترار بالكثرة و إلى هذا أشار أمير المؤمنين علي (ع) حيثقال للحرث الهمداني يا حار الحق لا يعرفبالرجال اعرف الحق تعرف أهله‏.

سورة الأنعام (6): الآيات 118 الى 120

فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِعَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِمُؤْمِنِينَ (118) وَ ما لَكُمْ أَلاَّتَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِعَلَيْهِ وَ قَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ماحَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَااضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَ إِنَّكَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْبِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَأَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَ ذَرُواظاهِرَ الْإِثْمِ وَ باطِنَهُ إِنَّالَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَسَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ(120)

القراءة‏‏

قرأ أهل الكوفة غير حفص «فَصَّلَ لَكُمْ»بالفتح ما حرم بالضم و قرأ أهل المدينة وحفص و يعقوب و سهل «فَصَّلَ لَكُمْ ماحَرَّمَ» كليهما بالفتح و قرأ الباقون فصللكم ما حرم بالضم فيهما و قرأ ابن كثير وأبو عمرو و يعقوب ليضلون بفتح الياء هنا وفي يونس ليضلوا عن سبيلك و في إبراهيمليضلوا عن سبيله و في الحج ليضل عن سبيلالله و في لقمان و الزمر