قال إن ربك هو أعلم يعلم من يضل عن سبيله وصيغة أفعل من كذا لا تتعدى لأنها غير جاريةعلى الفعل و لا معدولة عن الجارية علىالفعل كما عدل ضروب عن ضارب و متجار عنتاجر عن أبي علي الفارسي و زعم قوم أن أعلمهاهنا بمعنى يعلم كما قال حاتم الطائي:
فحالفت طيئ من دوننا حلفا
و الله أعلمما كنا لهم خذلا
و الله أعلمما كنا لهم خذلا
و الله أعلمما كنا لهم خذلا
أ لقوم أعلم أن جفنته
تغدو غداة الريحأو تسري
تغدو غداة الريحأو تسري
تغدو غداة الريحأو تسري
المعنى
لما تقدم ذكر الكتاب بين سبحانه في هذهالآية أن من تبع غير الكتاب ضل و أضل فقال«وَ إِنْ تُطِعْ» يا محمد خاطبه (ص) والمراد غيره و قيل المراد هو و غيره والطاعة هي امتثال الأمر و موافقة المطيعالمطاع فيما يريده منه إذا كان المريدفوقه و الفرق بينها و بين الإجابة أنالإجابة عامة في موافقة الإرادة الواقعةموقع المسألة و لا يراعى فيها الرتبة«أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ» يعنيالكفار و أهل الضلالة و إنما ذكر الأكثرلأنه علم سبحانه أن منهم من يؤمن و يدعوإلى الحق و يذب عن الدين و لكن هم الأقل والأكثر الضلال «يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِاللَّهِ» أي عن دينه و في هذا دلالة علىأنه لا عبرة في دين الله و معرفة الحقبالقلة و الكثرة لجواز أن يكون الحق معالأقل و إنما الاعتبار فيه بالحجة دونالقلة و الكثرة «إِنْ يَتَّبِعُونَإِلَّا الظَّنَّ» أي ما يتبع هؤلاءالمشركون فيما يعتقدونه و يدعون إليه إلاالظن «وَ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ»أي ما هم إلا يكذبون و قيل معناه أنهم لايقولون عن علم و لكن عن خرص و تخمين و قالابن عباس كانوا يدعون النبي (ص) و المؤمنينإلى أكل الميتة و يقولون أ تأكلون ما قتلتمو لا تأكلون ما قتل ربكم فهذا ضلالهم«إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْيَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ» خاطب سبحانهنبيه (ص) و إن عنى به جميع الأمة و يسألفيقال كيف جاز في صفة القديم سبحانه أعلممع أنه سبحانه لا يخلو من أن يكون أعلمبالمعنى ممن يعلمه أو ممن لا يعلمه وكلاهما لا