مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 140
نمايش فراداده

و تدبروا و عرفوا الحق و تبعوه دارالسلامة الدائمة الخالصة من كل آفة و بليةمما يلقاه أهل النار عن الزجاج و الجبائي وقيل أن السلام هو الله تعالى و دار الجنةعن الحسن و السدي «عِنْدَ رَبِّهِمْ» أيهي مضمونة لهم عند ربهم يوصلهم إليها لامحالة كما يقول الرجل لغيره لك عندي هذاالمال أي في ضماني و قيل معناه لهم دارالسلام في الآخرة يعطيهم إياها «وَ هُوَوَلِيُّهُمْ» يعني الله يتولى إيصالالمنافع إليهم و دفع المضار عنهم و قيلوليهم ناصرهم على أعدائهم و قيل يتولاهمفي الدنيا بالتوفيق و في الآخرة بالجزاء«بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» المراد جزاءبما كانوا يعملون من الطاعات فحذف لظهورالمعنى فإن من المعلوم أن ما لا يكون طاعةمن الأعمال فلا ثواب عليه.

سورة الأنعام (6): الآيات 128 الى 129

وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْمِنَ الْإِنْسِ وَ قالَ أَوْلِياؤُهُمْمِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَبَعْضُنا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنا أَجَلَنَاالَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُمَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاَّ ماشاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌعَلِيمٌ (128) وَ كَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَالظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوايَكْسِبُونَ (129)

القراءة‏‏

قرأ حفص و روح «وَ يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ»بالياء و الباقون بالنون.

الحجة‏‏

من قرأ بالياء فلقوله عِنْدَ رَبِّهِمْ والنون كالياء في المعنى و يقوي النون قوله«وَ حَشَرْناهُمْ» و «نَحْشُرُهُ يَوْمَالْقِيامَةِ أَعْمى‏».

الإعراب‏‏

قال الزجاج «خالِدِينَ فِيها» منصوب علىالحال و المعنى النار مقامكم في حال خلوددائم قال أبو علي المثوى عندي في الآية اسمللمصدر دون المكان لحصول الحال في الكلاممعملا فيها أ لا ترى أنه لا يخلو من أن يكونموضعا أو مصدرا فلا يجوز أن يكون موضعا لأناسم الموضع لا يعمل عمل الفعل لأنه لا معنىللفعل فيه و إذا لم يكن موضعا ثبت أنه مصدرو المعنى النار ذات إقامتكم فيها خالدينأي أهل أن تقيموا أو تثووا خالدين فيهافالكاف و الميم في المعنى فاعلون و إن كانفي اللفظ خفض بالإضافة.