مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 145
نمايش فراداده

سورة الأنعام (6): الآيات 133 الى 135

وَ رَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِإِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُكَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِقَوْمٍ آخَرِينَ (133) إِنَّ ما تُوعَدُونَلَآتٍ وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى‏مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَتَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُالدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُالظَّالِمُونَ (135)

القراءة‏‏

قرأ أبو بكر عن عاصم مكاناتكم على الجمع والباقون «مَكانَتِكُمْ» على التوحيد وقرأ حمزة و الكسائي من يكون بالياء والباقون بالتاء.

الحجة‏‏

وجه قراءة «مَكانَتِكُمْ» على التوحيدأنه مصدر و المصادر في أكثر الأمور مفردة ووجه الجمع أنه قد يجمع المصدر كقولهمالحلوم و الأحلام قال:


  • فأما إذا جلسوا في الندي فأحلام عاد وأيد هضم‏

  • فأحلام عاد وأيد هضم‏ فأحلام عاد وأيد هضم‏

و من قرأ من يكون بالياء فلأن العاقبةمصدر كالعافية و تأنيثه غير حقيقي فمن أنثفهو كقوله «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ»و من ذكر فكقوله وَ أَخَذَ الَّذِينَظَلَمُوا الصَّيْحَةُ و كلا الأمرين جائز.

اللغة‏‏

الإنشاء الابتداء أنشأ الله الخلق إذاخلقهم و ابتدأهم و منه قولهم أنشأ فلانقصيدة و النشأ الأحداث من الأولاد قالنصيب:


  • و لو لا أن يقال صبا نصيب لقلت بنفسيالنشأ الصغار

  • لقلت بنفسيالنشأ الصغار لقلت بنفسيالنشأ الصغار

و توعدون من الإيعاد و يحتمل أن يكون منالوعد و الوعد في الخير و الإيعاد في الشرو قال أبو زيد المكانة المنزلة يقال رجلمكين عند السلطان من قوم مكناء و قد مكنمكانة.

الإعراب‏‏

الكاف في قوله «كَما أَنْشَأَكُمْ» فيموضع نصب أي مثل ما أنشأكم و من في قوله «وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ» للبدلكقولهم أعطيتك من دينارك ثوبا أي مكاندينارك و بدله و من في قوله «مِنْذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ» لابتداءالغاية و ما في قوله «إِنَّ ماتُوعَدُونَ» بمعنى الذي و من في قوله‏