مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 147
نمايش فراداده

يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» أي لا يظفرالظالمون بمطلوبهم و إنما لم يقل الكافرونو إن كان الكلام في ذكرهم لأنه سبحانه قالفي موضع آخر وَ الْكافِرُونَ هُمُالظَّالِمُونَ و قال إِنَّ الشِّرْكَلَظُلْمٌ عَظِيمٌ.

سورة الأنعام (6): آية 136

وَ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَالْحَرْثِ وَ الْأَنْعامِ نَصِيباًفَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَلِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَىاللَّهِ وَ ما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُإِلى‏ شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ(136)

القراءة‏‏

قرأ الكسائي بزعمهم بضم الزاي و هي قراءةيحيى بن ثابت و الأعمش و قرأ الباقون بفتحالزاي.

الحجة‏‏

القول فيه أنهما لغتان أو قيل إن الكسرأيضا لغة و مثله الفتك و الفتك و الفتك والود و الود و الود.

اللغة‏‏

الذرء الخلق على وجه الاختراع و أصلهالظهور و منه ملح ذرآني و ذرآني لظهوربياضه و الذرأة ظهور الشيب قال:

(و قد علتني ذرأة بادي بدي)

و ذرئت لحيته إذا شابت و الحرث الزرع والحرث الأرض التي تثار للزرع و الأنعامجمع النعم مأخوذ من نعمة الوطء و لا يقاللذوات الحافر أنعام.

المعنى‏‏

ثم عاد الكلام إلى حجاج المشركين و بياناعتقاداتهم الفاسدة فقال سبحانه «وَجَعَلُوا لِلَّهِ» أي كفار مكة و منتقدمهم من المشركين و الجعل هنا بمعنىالوصف و الحكم «مِمَّا ذَرَأَ مِنَالْحَرْثِ» أي مما خلق من الزرع «وَالْأَنْعامِ» أي المواشي من الإبل و البقرو الغنم «نَصِيباً» أي حظا و هاهنا حذف يدلالكلام عليه و هو و جعلوا للأوثان منهنصيبا «فَقالُوا هذا لِلَّهِبِزَعْمِهِمْ وَ هذا لِشُرَكائِنا» يعنيالأوثان و إنما جعلوا الأوثان شركاءهملأنهم جعلوا لها