مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 171
نمايش فراداده

صراطي لأن امتثال ذلك على ما أمر به يؤديإلى الثواب و الجنة فهو طريق إليها و إلىالنعيم فيها «مُسْتَقِيماً» أي فيما لاعوج فيه و لا تناقض و هو منصوب على الحال«فَاتَّبِعُوهُ» أي اقتدوا به و اعملوا بهو اعتقدوا صحته و أحلوا حلاله و حرمواحرامه «وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ» أيطرق الكفر و البدع و الشبهات عن مجاهد وقيل يريد اليهودية و النصرانية و المجوسيةو عبادة الأوثان عن ابن عباس«فَتَفَرَّقَ» و أصله فتتفرق «بِكُمْعَنْ سَبِيلِهِ» أي فتشتت و تميل و تخالفبكم عن دينه الذي ارتضى و به أوصى و قيل عنطريق الدين «ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» أي لكي تتقواعقابه باجتناب معاصيه قال ابن عباس هذهالآيات محكمات لم ينسخهن شي‏ء من جميعالكتب و هي محرمات على بني آدم كلهم و هم أمالكتاب من عمل بهن دخل الجنة و من تركهندخل النار و قال كعب الأحبار و الذي نفسكعب بيده إن هذا لأول شي‏ء في التوراة بسمالله الرحمن الرحيم قل تعالوا أتل ما حرمربكم عليكم الآيات.

سورة الأنعام (6): الآيات 154 الى 155

ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماًعَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَ تَفْصِيلاًلِكُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةًلَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْيُؤْمِنُونَ (154) وَ هذا كِتابٌأَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)

القراءة‏‏

في الشواذ قراءة يحيى بن يعمر على الذيأحسن بالرفع.

الحجة‏‏

قال ابن جني هذا مستضعف الإعراب عندنالأنه حذف المبتدأ العائد إلى الذي لأنتقديره على الذي هو أحسن و إنما يحذف منصلة الذي الهاء المنصوبة بالفعل الذي هوصلتها نحو مررت بالذي ضربت أي ضربته و منالمفعول بدله و طال الاسم بصلته فحذفالهاء لذلك و ليس المبتدأ بنيف و لا فضلةفيحذف تخفيفا لا سيما و هو عائد الموصول وعلى أن هذا قد جاء نحوه عنهم حكى سيبويه عنالخليل أنه سمع ما أنا بالذي قائل لك شيئاو سوءا أي بالذي هو قائل لك و قال لم أر مثلالفتيان في غير الأيام ينسون ما عواقبهاأي ينسون الذي هو عواقبها و يجوز أن يكونينسون معلقة كما علقوا نقيضتها التي هييعلمون فيكون ما استفهاما و عواقبها خبرما كقولك قد علمت من أبوك و على الوجهالأول حمله أصحابنا و قال الزجاج تمامامنصوب بأنه مفعول له و كذلك تفصيلا و مابعده‏