مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
مجاهد و الضحاك و السدي (و ثانيها) بأنيأخذ القيم عليه بالأكل بالمعروف دونالكسوة عن ابن زيد و الجبائي (و ثالثها) بأنيحفظ عليه حتى يكبر «حَتَّى يَبْلُغَأَشُدَّهُ» اختلف في معناه فقيل أنه بلوغالحلم عن الشعبي و قيل هو أن يبلغ ثمانيعشرة سنة و قال السدي هو أن يبلغ ثلاثينسنة ثم نسخها قوله حَتَّى إِذا بَلَغُواالنِّكاحَ الآية و قال أبو حنيفة إذا بلغخمسا و عشرين سنة دفع المال إليه و قبل ذلكيمنع منه إذا لم يؤنس منه الرشد و قيل إنهلا حد له بل هو أن يبلغ و يكمل عقله و يؤنسمنه الرشد فيسلم إليه ماله و هذا أقوىالوجوه و ليس بلوغ اليتيم أشده مما يبيحقرب ماله بغير الأحسن و لكن تقديره و لاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن علىالأبد حتى يبلغ أشده فادفعوا إليه بدليلقوله وَ لا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا «وَ أَوْفُوا»أي أتموا «الْكَيْلَ وَ الْمِيزانَبِالْقِسْطِ» أي بالعدل و الوفاء من غيربخس «لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّاوُسْعَها» أي إلا ما يسعها و لا يضيق عنه ومعناه هنا أنه لما كان التعديل في الوزن والكيل على التحديد من أقل القليل بتعذربين سبحانه أنه لا يلزم في ذلك إلاالاجتهاد في التحرز من النقصان «وَ إِذاقُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كانَ ذاقُرْبى» أي فقولوا الحق و إن كان على ذيقرابة لكم و إنما خص القول بالعدل دونالفعل لأن من جعل عادته العدل في القولدعاه ذلك إلى العدل في الفعل و يكون ذلك منآكد الدواعي إليه و قيل معناه إذا شهدتم أوحكمتم فاعدلوا في الشهادة و الحكم و إن كانالمقول عليه أو المشهود له أو عليه قرابتكو هذا من الأوامر البليغة التي يدخل فيهامع قلة حروفها الأقارير و الشهادات والوصايا و الفتاوى و القضايا و الأحكام والمذاهب و الأمر بالمعروف و النهي عنالمنكر «وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا»قيل في معنى عهد الله قولان (أحدهما) أن كلما أوجبه الله تعالى على العباد فقد عهدإليهم بإيجابه عليهم و بتقديم القول فيه والدلالة عليه (و الآخر) أن المراد بهالنذور و العهود في غير معصية الله تعالى والمراد أوفوا بما عاهدتم الله عليه من ذلك«ذلِكُمْ» أي ذلك الذي تقدم ذكره من ذكرمال اليتيم و أن لا يقرب إلا بالحق و إيفاءالكيل و اجتناب البخس و التطفيف و تحريالحق فيه على مقدار الطاقة و القول بالحق والصدق و الوفاء بالعهد «وَصَّاكُمْ» اللهسبحانه «بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ»أي لكي تتذكروه و تأخذوا به فلا تطرحوه ولا تغفلوا عنه فتتركوا العمل به و القيامبما يلزمكم منه «وَ أَنَّ هذا صِراطِي» أيو لأن هذا صراطي و من خفف فتقديره و لأنههذا صراطي و من كسر أن فإنه استأنف قال ابنعباس يريد أن هذا ديني دين الحنيفية أقومالأديان و أحسنها و قيل يريدان ما ذكر فيهذه الآيات من الواجب و المحرم