و العدد في الدنيا «وَ ما كُنْتُمْتَسْتَكْبِرُونَ» أي و استكباركم عنعبادة الله و عن قبول الحق و قد كنانصحناكم فاشتغلتم بجمع المال و تكبرتم فلمتقبلوا منا فأين ذلك المال و أين ذلكالتكبر و قيل معناه ما نفعكم جماعتكم التياستندتم إليها و تجبركم عن الانقيادلأنبياء الله في الدنيا عن الجبائي «أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لايَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ» أي حلفتمأنهم لا يصيبهم الله برحمة و خير و لايدخلون الجنة كذبتم ثم يقولون لهؤلاء«ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌعَلَيْكُمْ وَ لا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ»أي لا خائفين و لا محزونين على أكمل سرور وأتم كرامة و المراد بهذا تقريع الذين زرواعلى ضعفاء المؤمنين حتى حلفوا أنهم لا خيرلهم عند الله و قد اضطربت أقوال المفسرينفي القائل لهذا القول فقال الأكثرون إنهكلام أصحاب الأعراف و قيل هو كلام اللهتعالى و قيل كلام الملائكة و الصحيح ماذكرناه لأنه المروي عن الصادق (ع).
وَ نادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَالْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَالْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُقالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَىالْكافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوادِينَهُمْ لَهْواً وَ لَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيافَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوالِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَ ما كانُوابِآياتِنا يَجْحَدُونَ (51)
الإفاضة إجراء المائع من علو و منه قولهمأفاضوا في الحديث أي أخذوا فيه من أولهلأنه بمنزلة أعلاه و أفاضوا من عرفات إلىالمزدلفة صاروا إليها و اللهو طلب صرفالهم بما لا يحسن أن يطلب به و اللعب طلبالمرح بما لا يحسن أن يطلب به و اشتقاقه مناللعاب و هو المرور على غير استواء.
قال «أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَالْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ»ثم قال «حَرَّمَهُما» و لم يقل حرمه و إنكان التقدير أفيضوا أحد هذين لأنه جاء علىقولهم جالس الحسن أو ابن سيرين فيجوزمجالستهما جميعا و قوله «الَّذِينَاتَّخَذُوا» يجوز أن يكون في موضع جر صفةللكافرين و يحتمل أن يكون رفعا بالابتداءفيكون إخبارا من الله تعالى على وجه الذملهم.