مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 286
نمايش فراداده

قدرته و أنهم لم يتمالكوا أنفسهم عند ذلكبأن وقعوا ساجدين و هذا كما يقال أعجب فلانبنفسه و إن كان أتى من قبله و ليس يفعل ذلكبه غيره «قالُوا آمَنَّا» أي صدقنا«بِرَبِّ الْعالَمِينَ» الذي خلقالسماوات و الأرض و ما بينهما «رَبِّمُوسى‏ وَ هارُونَ» خصوهما بالذكر بعددخولهما في جملة العلمين لأنهما دعوا إلىالإيمان بالله تعالى و لشريف ذكرهما ولتفضيلهما على غيرهما على طريق المدحة والتعظيم لهما و قيل إنهم فسروا سجودهم بأنقالوا آمنا برب العالمين لئلا يتوهم متوهمأنهم سجدوا لفرعون ثم قالوا رب موسى وهارون لأن فرعون كان يدعي أنه رب العالمينفأزالوا به الإبهام لئلا يتوهم الجهالأنهم عنوا بقولهم رب العالمين فرعون و قالعلي بن عيسى يجوز أن يقال إن الله سبحانهلم يزل ربا و لا مربوب كما جاز لم يزل سميعاو لا مسموع لأنها صفة غير جارية على الفعلكما جرى صفة مالك على ملك يملك فالمقدور هوالمملوك و لا يطلق الرب إلا على الله تعالىلأنه يقتضي أنه رب كل شي‏ء يصح ملكه و يقالفي غيره رب الدار و رب الفرس و مثله خالق لايطلق إلا عليه سبحانه و يقال في غيره خالقالأديم.

سورة الأعراف (7): الآيات 123 الى 126

قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَأَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌمَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِلِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَتَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّأَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْخِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْأَجْمَعِينَ (124) قالُوا إِنَّا إِلى‏رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (125) وَ ما تَنْقِمُمِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِرَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّناأَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ تَوَفَّنامُسْلِمِينَ (126)

القراءة‏‏

قرأ حفص عن عاصم آمنتم بهمزة واحدة علىالخبر حيث كان و الباقون بهمزتين علىالاستفهام إلا أن أهل الكوفة إلا حفصايحققون الهمزتين و غيرهم حققوا الأولى ولينوا الثانية و لم يفصل أحد بين الهمزتينبألف.

الحجة‏‏

وجه الخبر فيه أنه يخبرهم بإيمانهم علىوجه التقريع لهم بإيمانهم و الإنكار