الصلب الشد على الخشبة و غيرها و أصله منصلابة الشيء و القراء كلهم على تشديداللام من التصليب. الأزهري يقال نقمت علىالرجل أنقم و نقمت و الفصيح نقمت. ابنالأعرابي النقمة العقوبة و الإنكار قالعلي بن عيسى النقمة ضد النعمة و الفرق بينالنقمة و الإساءة أن النقمة قد تكون بحقجزاء على كفر النعمة و الإساءة لا تكون إلاقبيحة و المسيء مذموم لا محالة و الإفراغصب ما في الإناء أجمع حتى يخلو مشتق منالفراغ و الصبر حبس النفس عن إظهار الجزع والصبر على الحق عز كما أن الصبر على الباطلذل.
المعنى
ثم حكى سبحانه ما صدر عن فرعون عند إيمانالسحرة فقال سبحانه «قالَ فِرْعَوْنُآمَنْتُمْ بِهِ» أي أقررتم له بالصدق من«قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ» أي من قبل أنآمركم بإيمان و آذن لكم في ذلك «إِنَّ هذالَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِيالْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهاأَهْلَها» أراد فرعون بهذا القول التلبيسعلى الناس و إيهامهم أن إيمان السحرة لميكن عن علم و لكن لتواطؤ منهم ليذهبوامالكم و ملككم و قيل معناه إن هذا لصنيعصنعتموه فيما بينكم و بين موسى في مصر قبلخروجكم إلى هذا الموضع لتستولوا على مصرفتخرجوا منها أهلها «فَسَوْفَتَعْلَمُونَ» عاقبة أمركم و هذا وعيد لهمثم بين الوعيد فقال «لَأُقَطِّعَنَّأَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْخِلافٍ» أي من كل شق طرفا قال الحسن هو أنيقطع اليد اليمني مع الرجل اليسرى و كذلكاليد اليسرى مع الرجل اليمني «ثُمَّلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ» أي لاأدع واحدا منكم إلا صلبته و قيل إن أول منقطع الرجل و صلب فرعون صلبهم في جذوع النخلعلى شاطئ نهر مصر «قالُوا» يعني السحرةجوابا لفرعون «إِنَّا إِلى رَبِّنامُنْقَلِبُونَ» أي راجعون إلى ربنابالتوحيد و الإخلاص عن ابن عباس والانقلاب إلى الله تعالى هو الانقلاب إلىجزائه و غرضهم بهذا القول التسلي في الصبرعلى الشدة لما فيه من المثوبة مع مقابلةوعيده بوعيد أشد منه و هو عقاب الله «وَ ماتَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّابِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا» معناهو ما تطعن علينا و ما تكره منا