مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 289
نمايش فراداده

أي أ تتركهم أحياء ليظهروا خلافك و يدعواالناس إلى مخالفتك ليغلبوا عليك فيفسد بهملكك و أمرك و قيل ليفسدوا في الأرض بعبادةغيرك و الدعاء إلى خلاف دينك و قيل ليفسدوافيها بالغلبة عليها و أخذ موسى قومه منها وروي عن ابن عباس أنه لما آمن السحرة أسلممن بني إسرائيل ستمائة ألف نفس و اتبعوه«وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ» قال الحسن كانفرعون يستعبد الناس و يعبد الأصنام بنفسهو كان الناس يعبدونها تقربا إليه و قالالسدي كان يعبد ما يستحسن من البقر و رويأنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر و لذلكأخرج السامري لهم عِجْلًا جَسَداً لَهُخُوارٌ و قال هذا إِلهُكُمْ وَ إِلهُمُوسى‏ و قال الزجاج كانت له أصنام يعبدهاقومه تقربا إليه و من قرأ و آلهتك قال كانفرعون يستعبد الناس بنفسه و لا يعبد شيئا وروي عن مجاهد أنه قال كان فرعون يعبد و لايعبد «قالَ» فرعون «سَنُقَتِّلُأَبْناءَهُمْ» الذين يكون فيهم النجدة والقوة و يصلحون للقتال «وَ نَسْتَحْيِينِساءَهُمْ» أي بناتهم نستبقيهن إذا لايكون فيهن نجدة و قوة للمهنة و الخدمةاستذلالا لهن و إن كان فرعون قد انقطع طمعهعن قتل موسى و قومه فلم يقل سأقتل موسى وقومه لما رأى من علو أمره و عظم شأنهفانتقل إلى عذاب المستضعفين منهم و همأبناء بني إسرائيل و بناتهم ليوهم أنه يتمله ذلك فيهم أيضا «وَ إِنَّا فَوْقَهُمْقاهِرُونَ» ظاهر المعنى.

سورة الأعراف (7): الآيات 128 الى 129

قالَ مُوسى‏ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوابِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَلِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْعِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128) قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْتَأْتِيَنا وَ مِنْ بَعْدِ ما جِئْتَناقالَ عَسى‏ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَعَدُوَّكُمْ وَ يَسْتَخْلِفَكُمْ فِيالْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَتَعْمَلُونَ (129)

المعنى‏‏

قال ابن عباس كان فرعون يقتل أبناء بنيإسرائيل فلما كان من أمر موسى ما كان أمربإعادة القتل عليهم فشكا ذلك بنو إسرائيلإلى موسى فعند ذلك «قالَ مُوسى‏لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ» فيدفع بلاء فرعون عنكم «وَ اصْبِرُوا» علىدينكم و على أذى فرعون «إِنَّ الْأَرْضَلِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْعِبادِهِ» أي ينقلها إلى من يشاء نقلالمواريث فيورثكن‏