مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 324
نمايش فراداده

سورة الأعراف (7): آية 158

قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّيرَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاًالَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّالَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَ اتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْتَهْتَدُونَ (158)

الإعراب‏‏

جميعا نصب على الحال من ضمير المخاطب الذيعمل حرف الإضافة فيه و العامل في الحالمعنى الفعل في رسول الله إلا أنه لا يجوزأن يتقدم على حرف الإضافة لأنه قد صاربمنزلة العامل.

المعنى‏‏

ثم أمر الله سبحانه نبينا أن يخاطب جميعالخلق من العرب و العجم فقال «قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُاللَّهِ» أرسلني «إِلَيْكُمْ جَمِيعاً»أدعوكم إلى توحيده و طاعته و اتباعي فيماأؤديه إليكم و إنما ذكر جميعا للتأكيد وليعلم أنه مبعوث إلى الكافة «الَّذِي لَهُمُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» معناهالذي له التصرف في السماوات و الأرض من غيردافع و منازع «لا إِلهَ» أي لا معبود«إِلَّا هُوَ» و لا شريك له في الإلهية«يُحيِي» الأموات «وَ يُمِيتُ» الأحياءلا يقدر أحد على الإحياء و الإماتة سواهلأنه لو قدر أحد على الإماتة لقدر علىالإحياء فإن من شأن القادر على الشي‏ء أنيكون قادرا على ضده «فَآمِنُوا بِاللَّهِوَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّالَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ» يعني لميأمركم بالإيمان حتى آمن هو أولا و عليهزيادة التكليف من أداء الرسالة و بيانالشرائع و القيام بالدعوة «وَكَلِماتِهِ» أي يؤمن بكلماته من الكتبالمتقدمة و الوحي و القرآن «وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»أي لكي تهتدوا إلى الثواب و الجنة.