مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 371
نمايش فراداده

و ينهيانكم عنه «إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ» مصدقين للرسول فيما يأتيكمبه من قبل الله كما تدعون و في تفسيرالكلبي أن الخمس لم يكن مشروعا يومئذ وإنما شرع يوم أحد و فيه أنه لما نزلت هذهالآية عرف المسلمين أنه لا حق لهم فيالغنيمة و أنها لرسول الله فقالوا يا رسولالله سمعا و طاعة فاصنع ما شئت فنزل قوله«وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْشَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ» أي ماغنمتم بعد بدر و

روي أن رسول الله قسم غنائم بدر عن بواء أيعلى سواء و لم يخمس‏.

سورة الأنفال (8): الآيات 2 الى 4

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذاذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُزادَتْهُمْ إِيماناً وَ عَلى‏ رَبِّهِمْيَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَالصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْناهُمْيُنْفِقُونَ (3) أُولئِكَ هُمُالْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌعِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)

اللغة‏‏

الوجل و الخوف و الفزع واحد يقال وجل يوجلو ييجل و يأجل بالألف و ييجل أربع لغاتحكاها سيبويه و أجودها يوجل قال الشاعر:


  • لعمرك ما أدري و إني لأوجل على أيناتغدو المنية أول‏

  • على أيناتغدو المنية أول‏ على أيناتغدو المنية أول‏

و التوكل هو الثقة بالله في كل ما يحتاجإليه يقال وكلت الأمر إلى فلان إذا جعلتإليه القيام به و الوكيل القائم بالأمرلغيره.

الإعراب‏‏

حقا منصوب بما دلت عليه الجملة التي هيقوله «أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ» والمعنى أحق ذلك حقا.

المعنى‏‏

لما قال سبحانه إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ بين صفة المؤمنين بقوله«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْقُلُوبُهُمْ» أي خافت تعظيما له و ذلك إذاذكر عندهم عقوبته و عدله و وعيده علىالمعاصي بالعقاب و اقتداره عليه فأما إذاذكرت نعمة الله على عباده و إحسانه إليهم وفضله و رحمته عليهم و ثوابه على الطاعاتاطمأنت قلوبهم و سكنت نفوسهم إلى عفو اللهتعالى كما قال سبحانه «أَلا بِذِكْرِاللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» فلاتنافي بين الآيتين إذ وردتا في حالتين ووجه آخر و هو أن المؤمن ينبغي أن يكون منصفته أنه إذا نظر في نعم الله عليه و مننهلديه و عظيم مغفرته و رحمته اطمأن قلبه وحسن بالله ظنه و إذا ذكر عظيم معاصيه‏