مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 411
نمايش فراداده

سورة الأنفال (8): الآيات 42 الى 44

إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْياوَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‏ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ لَوْتَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِيالْمِيعادِ وَ لكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُأَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْهَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‏ مَنْحَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَلَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) إِذْ يُرِيكَهُمُاللَّهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَ لَوْأَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَ لكِنَّاللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِالصُّدُورِ (43) وَ إِذْ يُرِيكُمُوهُمْإِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْقَلِيلاً وَ يُقَلِّلُكُمْ فِيأَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُأَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَ إِلَىاللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44)

القراءة‏‏

قرأ ابن كثير و أبو عمرو بالعدوة بكسرالعين و الباقون بضمها و قرأ نافع و أبوبكر عن عاصم و البزي عن ابن كثير حييبإظهار اليائين و الباقون «حَيَّ»بالإدغام.

الحجة‏‏

الكسر و الضم في العدوة لغتان قال الراعيفي الكسر:


  • و عينان حم مآقيهما كما نظر العدوةالجؤذر

  • كما نظر العدوةالجؤذر كما نظر العدوةالجؤذر

و قال أوس بن حجر في الضم:


  • و فارس لا يحل الحي عدوته و لو سراعا وما هموا بإقبال‏

  • و لو سراعا وما هموا بإقبال‏ و لو سراعا وما هموا بإقبال‏

و من أدغم حي فللزوم الحركة في الثانيفجرى مجرى ردوا إذا أخبروا عن جماعة قالواحييوا فخففوا و قد جاء مدغما نحو حيوا قال:


  • عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامة

  • عيت ببيضتها الحمامة عيت ببيضتها الحمامة

و من اختار الإظهار فلامتناع الإدغام فيمضارعه و هو يحيا فأجري الماضي على شاكلةالمستقبل.

اللغة‏‏

العدوة شفير الوادي و للوادي عدوتان و هماجانباه و الجمع عدى و عدي و الدنيا تأنيثالأدنى من دنوت و القصوى تأنيث الأقصى و ماكان من النعوت على فعلى من بنات الواو فإنالعرب تحوله إلى الياء نحو الدنيا والعليا استثقلوا الواو مع ضم الأول إلا أنأهل الحجاز قالوا القصوى فأظهروا الواو وهو نادر و غيرهم يقولون القصيا و الأقصىالأبعد و القصا البعد و قصوت منه أقصو أيتباعدت و الركب جمع راكب مثل شارب و شرب وصاحب و صحب و العلو قرار تحته قرار و السفلقرار فوقه قرار و النوم ضرب من السهو يزولمعه معظم الحس و المنام موضع النومكالمضطجع موضع الاضطجاع و القلة نقصان عنعدة كما أن الكثرة زيادة على عدة و الفشلضعف من فزع و الفعل منه فشل يفشل و التنازعالاختلاف الذي يحاول كل واحد نزع صاحبهمما هو عليه و السلامة النجاة من الآفة وأسلم الإنسان دخل في السلامة و أسلمهإسلاما دفعه عن السلامة و سلمه إذا نجاه واستلم الحجر إذا طلب‏