مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 53
نمايش فراداده

نبيه عن طردهم و كان النبي إذا رآهم بدأهمبالسلام و قال الحمد لله الذي جعل في أمتيمن أمرني أن أبدأهم بالسلام عن عكرمة و قيلنزلت في جماعة من الصحابة منهم حمزة و جعفرو مصعب بن عمير و عمار و غيرهم عن عطاء وقيل إن جماعة أتوا رسول الله (ص) فقالوا إناأصبنا ذنوبا كثيرة فسكت عنهم رسول الله (ص)فنزلت الآية عن أنس بن مالك و

قيل نزلت في التائبين و هو المروي عن أبيعبد الله (ع).

المعنى‏‏

ثم أمر سبحانه نبيه بتعظيم المؤمنين فقال«وَ إِذا جاءَكَ» يا محمد «الَّذِينَيُؤْمِنُونَ» أي يصدقون «بِآياتِنا» أيبحججنا و براهيننا «فَقُلْ سَلامٌعَلَيْكُمْ» ذكر فيه وجوه (أحدها) أنه أمرنبيه (ص) أن يسلم عليهم من الله تعالى فهوتحية من الله على لسان نبيه (ص) عن الحسن (وثانيها) أن الله تعالى أمر نبيه (ص) أن يسلمعليهم تكرمة لهم عن الجبائي (و ثالثها) أنمعناه أقبل عذرهم و اعترافهم و بشرهمبالسلامة مما اعتذروا منه عن ابن عباس«كَتَبَ رَبُّكُمْ» أي أوجب ربكم «عَلى‏نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» إيجابا مؤكدا عنالزجاج قال إنما خوطب الخلق بما يعقلون وهم يعقلون أن الشي‏ء المؤخر إنما يحفظبالكتاب و قيل معناه كتبه في اللوحالمحفوظ و قد سبق بيان هذا في أول السورة«أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاًبِجَهالَةٍ» قال الزجاج يحتمل الجهالةهاهنا وجهين (أحدهما) أنه عمله و هو جاهلبمقدار المكروه فيه أي لم يعرف أن فيهمكروها (و الآخر) أنه علم أن عاقبته مكروهةو لكنه آثر العاجل فجعل جاهلا بأنه آثرالنفع القليل على الراحة الكثيرة والعافية الدائمة و هذا أقوى و مثله قولهسبحانه «إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَىاللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَالسُّوءَ بِجَهالَةٍ» الآية و قد ذكرنا مافيه هناك «ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ» أي رجع عن ذنبه و لم يصر على مافعل و أصلح عمله «فَأَنَّهُ غَفُورٌرَحِيمٌ».

سورة الأنعام (6): آية 55

وَ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ(55)

القراءة‏‏

قرأ أهل المدينة «وَ لِتَسْتَبِينَ»بالتاء سبيل بالنصب و قرأ أهل الكوفة غيرحفص و ليستبين بالياء «سَبِيلُ» بالرفع وقرأ زيد عن يعقوب و ليستبين بالياء سبيلبالنصب و قرأ الباقون «وَ لِتَسْتَبِينَ»بالتاء «سَبِيلُ» بالرفع.

الحجة‏‏

من قرأ «لِتَسْتَبِينَ» بالتاء«سَبِيلُ» رفعا جعل السبيل فاعلا و أنثهكما في قوله قُلْ هذِهِ سَبِيلِي قالسيبويه استبان الشي‏ء و استبنته و من قرأ«وَ لِتَسْتَبِينَ» بالتاء سبيل نصبا ففيالفعل‏