مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 57
نمايش فراداده

سورة الأنعام (6): الآيات 59 الى 60

وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَ يَعْلَمُ مافِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ ما تَسْقُطُمِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَ لاحَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لارَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍمُبِينٍ (59) وَ هُوَ الَّذِييَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّيَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضى‏ أَجَلٌمُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْتَعْمَلُونَ (60)

اللغة‏‏

المفاتح جمع مفتح فالمفتح بالكسر المفتاحالذي يفتح به و المفتح بفتح الميم الخزانةو كل خزانة كانت لصنف من الأشياء فهو مفتحقال الفراء في قوله إِنَّ مَفاتِحَهُلَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ يعني خزائنه والتوفي قبض الشي‏ء على التمام يقال توفيتالشي‏ء و استوفيته بمعنى و الجرح العملبالجارحة و الاجتراح الاكتساب.

الإعراب‏‏

«وَ لا حَبَّةٍ» تقديره و لا تسقط من حبةثابتة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس وقوله «إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ» الجار والمجرور في موضع الرفع لأنه خبر الابتداءتقديره إلا هو في كتاب مبين و لا بد من هذاالتقدير لأنه لو لم يكن محمولا على هذالوجب أن لا يعلمها في كتاب مبين و هوسبحانه يعلم ذلك في كتاب مبين و الاستثناءمنقطع.

المعنى‏‏

لما ذكر سبحانه أنه أعلم بالظالمين بينعقيبه أنه لا يخفى عليه شي‏ء من الغيب ويعلم أسرار العالمين فقال «وَ عِنْدَهُمَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّاهُوَ» معناه و عنده خزائن الغيب الذي فيهعلم العذاب المستعجل به و غير ذلك لايعلمها أحد إلا هو أو من أعلمه به و علمهإياه و قيل معناه و عنده مقدورات الغيبيفتح بها على من يشاء من عباده بإعلامه بهو تعليمه إياه و تيسيره السبيل إليه و نصبهالأدلة له و يغلق عمن يشاء بأن لا ينصبالأدلة له و قال الزجاج يريد عنده الوصلةإلى علم الغيب و كل ما لا يعلم إذا استعلميقال فيه افتح علي و قال ابن عمر مفاتحالغيب خمس ثم قرأ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُعِلْمُ السَّاعَةِ الآية و قال ابن عباسمعناه‏