المعنى أن أمره كله حق لا يشوبه باطل، و جدلا يجاوره هزل فيكون مصدرا وصف به نحوقولهم رجل عدل و في قول زهير:
و قيل إن الحق بمعنى المحق كما قيل غياثبمعنى مغيث و قيل إن معناه الثابت الباقيالذي لا فناء له و قيل معناه ذو الحق يريدأن أفعاله و أقواله حق «أَلا لَهُالْحُكْمُ» أي القضاء فيهم يوم القيامة لايملك الحكم في ذلك اليوم سواه كما قد يملكالحكم في الدنيا غيره بتمليكه إياه «وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ» أي إذا حاسبفحسابه سريع و قد مضى معناه في سورة البقرةعند قوله سَرِيعُ الْحِسابِ و
روي عن أمير المؤمنين علي (ع) أنه سأل كيفيحاسب الله الخلق و لا يرونه قال كمايرزقهم و لا يرونه
و
روي أنه سبحانه يحاسب جميع عباده علىمقدار حلب شاة
و هذا يدل على أنه لا يشغله محاسبة أحد عنمحاسبة غيره و يدل على أنه سبحانه يتكلمبلا لسان و لهوات ليصح أن يحاسب الجميع فيوقت واحد.
قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِالْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُتَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانامِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَالشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُيُنَجِّيكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِّكَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)
قرأ أبو بكر عن عاصم خفية بكسر الخاء هنا وفي الأعراف و الباقون «خُفْيَةً» بالضم وقرأ قل من ينجيكم خفيفة يعقوب و سهل و قرأالباقون «يُنَجِّيكُمْ» و قرأ أهل الكوفة«لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ» بالألف إلاأن عاصما قرأ بالتفخيم و الباقون بالإمالةو قرأ غيرهم من القراء لئن أنجيتنا و قرأأهل الكوفة و أبو جعفر و هشام عن ابن عامر«قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ» بالتشديد والباقون ينجيكم بالتخفيف.
أما خفية فإن أبا عبيدة قال خفية أي تخفونفي أنفسكم و حكى غيره خفية