مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 66
نمايش فراداده

سورة الأنعام (6): الآيات 68 الى 69

وَ إِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَفِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىيَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلاتَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى‏ مَعَالْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَ ما عَلَىالَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْمِنْ شَيْ‏ءٍ وَ لكِنْ ذِكْرى‏لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)

القراءة‏‏

قرأ ابن عامر وحده ينسينك بالتشديد والباقون «يُنْسِيَنَّكَ» بالتخفيف.

الحجة‏‏

حجة من خفف قوله وَ ما أَنْسانِيهُ إِلَّاالشَّيْطانُ و حجة ابن عامر أنه يجوز نقلالفعل بتضعيف العين كما يجوز نقله بالهمزةكما يقال عزمته و أعزمته.

الإعراب‏‏

ذكرى يجوز أن يكون في موضع نصب على معنى ولكن ذكروهم ذكرى و يجوز أن يكون في موضعرفع على أحد وجهين إما أن يكون على معنى ولكن الذي تأمرونهم به ذكري فيكون خبرالمبتدأ و إما أن يكون عليكم ذكرى أي عليكمأن تذكروهم كما قال إِنْ عَلَيْكَ إِلَّاالْبَلاغُ و على هذا فيكون ذكرى مبتدأ.

النزول‏

قال أبو جعفر (ع) لما نزلت «فَلا تَقْعُدْبَعْدَ الذِّكْرى‏ مَعَ الْقَوْمِالظَّالِمِينَ» قال المسلمون كيف نصنع إنكان كلما استهزأ المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام و لانطوف بالبيت الحرام فأنزل الله سبحانه «وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْحِسابِهِمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ» أمرهمبتذكيرهم و تبصيرهم ما استطاعوا.

المعنى‏‏

ثم أمر سبحانه بترك مجالستهم عنداستهزائهم بالقرآن فقال «وَ إِذارَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيآياتِنا» خاطب النبي (ص) أي إذا رأيت هؤلاءالكفار و قيل الخطاب له و المراد غيره ومعنى يخوضون يكذبون بآياتنا و ديننا عنالحسن و سعيد بن جبير و الخوض التخليط فيالمفاوضة على سبيل العبث و اللعب و تركالتفهم و التبيين «فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ»أي فاتركهم و لا تجالسهم «حَتَّىيَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» أييدخلوا في حديث غير الاستهزاء بالقرآن وإنما أمره (ص) بالإعراض عنهم لأن من حاج منهذه حاله فقد وضع الشي‏ء غير موضعه و حط منقدر البيان و الحجاج «وَ إِمَّايُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ» المعنى و إنأنساك الشيطان نهينا إياك عن الجلوس معهمو يسأل على هذا فيقال كيف أضاف النسيان إلىالشيطان و هو فعل الله تعالى و الجواب إنماأضافه إلى الشيطان لأنه تعالى أجرى العادةبفعل النسيان عند الإعراض عن الفكر وتراكم الخواطر الردية و الوساوس الفاسدةمن الشيطان فجاز إضافة النسيان إليه لماحصل عند فعله كما أن من ألقى غيره في البردحتى مات فإنه يضاف الموت إليه لأنه عرضهلذلك و كان كالسبب فيه «فَلا تَقْعُدْبَعْدَ الذِّكْرى‏» أي بعد