مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 83
نمايش فراداده

سورة الأنعام (6): آية 82

الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُواإِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُالْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (82)

اللغة‏‏

قال الأصمعي الظلم في اللغة وضع الشي‏ءفي غير موضعه قال الشاعر يمدح قوما:

" هرت الشقاشق ظلامون للجزر"

يريد أنهم عرقبوها فوضعوا النحر غيرموضعه و قال النابغة:

" و النؤي كالحوض بالمظلومة الجلد"

يريد الأرض التي صرف عنها المطر و إنماسماها مظلومة لأنهم يتحوضون فيها حوضا لميحكموا صنعه و لم يضعوه في موضعه لكونهممسافرين.

المعنى‏‏

لما تقدم قوله سبحانه فَأَيُّالْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ أيبأن يأمن من العذاب الموحد أم المشرك عقبهببيان من هو أحق به فقال «الَّذِينَآمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْبِظُلْمٍ» معناه الذين عرفوا الله تعالى وصدقوا به و بما أوجبه عليهم و لم يخلطواذلك بظلم و الظلم هو الشرك عن ابن عباس وسعيد بن المسيب و قتادة و مجاهد و أكثرالمفسرين و روي عن أبي بن كعب أنه قال أ لمتسمع قوله سبحانه «إِنَّ الشِّرْكَلَظُلْمٌ عَظِيمٌ» و هو المروي عن سلمانالفارسي و حذيفة بن اليمان‏

و روي عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلتهذه الآية شق على الناس و قالوا يا رسولالله و أينا لم يظلم نفسه فقال (ص) أنه ليسالذي تعنون أ لم تستمعوا إلى ما قال العبدالصالح يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِإِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ‏

و قال الجبائي و البلخي يدخل في الظلم كلكبيرة تحبط ثواب الطاعة و قال البلخي و لواختص الشرك على ما قالوه لوجب أن يكونمرتكب الكبيرة إذا كان مؤمنا كان آمنا وذلك خلاف القول بالإرجاء و هذا لا يلزملأنه قول بدليل الخطاب و مرتكب الكبيرةغير آمن و إن كان ذلك معلوما بدليل آخر«أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ» من اللهبحصول الثواب و الأمان من العقاب «وَ هُمْمُهْتَدُونَ» أي محكوم لهم بالاهتداء إلىالحق و الدين و قيل إلى الجنة و اختلف فيهذه الآية فقيل أنه من تمام قول‏