مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 96
نمايش فراداده

و قال لئن كان محمد صادقا فلقد أوحي إليكما أوحي إليه و لئن كان كاذبا فلقد قلتكما قال و ارتد عن الإسلام و هدر رسول الله(ص) دمه فلما كان يوم الفتح جاء به عثمان وقد أخذ بيده و رسول الله (ص) في المسجد فقاليا رسول الله اعف عنه فسكت رسول الله (ص) ثمأعاد فسكت ثم أعاد فسكت فقال هو لك فلما مرقال رسول الله لأصحابه أ لم أقل من رآهفليقتله فقال عباد بن بشر كانت عيني إليكيا رسول الله أن تشير إلي فأقتله فقال (ص)الأنبياء لا يقتلون بالإشارة ثم أخبرسبحانه عن حال هؤلاء فقال «وَ لَوْ تَرى‏إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِالْمَوْتِ» أي في شدائد الموت عند النزع وقيل في أشد العذاب في النار «وَالْمَلائِكَةُ» الذين يقبضون الأرواح وقيل يريد ملائكة العذاب «باسِطُواأَيْدِيهِمْ» لقبض أرواحهم و قيل يبسطونإليهم أيديهم بالعذاب يضربون وجوههم وأدبارهم «أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ» أييقولون أخرجوا أنفسكم من سكرات الموت إناستطعتم و صدقتم فيما قلتم و ادعيتم و قيلأخرجوا أنفسكم من أجسادكم عند معاينةالموت إرهاقا لهم و تغليظا عليهم و إن كانإخراجها من فعل غيرهم و قيل على التأويلالأول يقولون لهم يوم القيامة أخرجواأنفسكم من عذاب النار إن استطعتم أيخلصوها منه «الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَالْهُونِ» أي عذابا تلقون فيه الهوان«بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِغَيْرَ الْحَقِّ» أي في الدنيا «وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ»أي تأنفون من اتباع آياته.

سورة الأنعام (6): آية 94

وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى‏ كَماخَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَظُهُورِكُمْ وَ ما نَرى‏ مَعَكُمْشُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْأَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْتَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94)

القراءة‏‏

قرأ أهل المدينة و الكسائي و حفص«بَيْنَكُمْ» بالنصب و الباقون بالرفع.

الحجة‏‏

قال أبو علي استعمل هذا الاسم على ضربين(أحدهما) أن يكون اسما متصرفا كالافتراق (والآخر) أن يكون ظرفا و المرفوع في قراءة منقرأ لقد تقطع بينكم هو الذي كان ظرفا ثماستعمل اسما و الدليل على جواز كونه اسماقوله وَ مِنْ بَيْنِنا وَ بَيْنِكَحِجابٌ‏