مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 117
نمايش فراداده

[سورة التوبة (9): الآيات 117 الى ] لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِالَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِالْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُقُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَعَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌرَحِيمٌ (117) وَ عَلَى الثَّلاثَةِالَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْعَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِإِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْلِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)

القراءة

قرأ حمزة و حفص عن عاصم «يَزِيغُ» بالياءو هي قراءة الأعمش و الباقون تزيغ بالتاء والقراءة المشهورة «الَّذِينَ خُلِّفُوا»و قرأ علي بن الحسين زين العابدين (ع) و أبوجعفر محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمدالصادق (ع) و أبو عبد الرحمن السلمي خالفوا و قرأ عكرمة و زر بن حبيش و عمرو بن عبيدخلفوا بفتح الخاء و اللام خفيفة.

الحجة‏‏‏‏

قال أبو علي يجوز أن يكون فاعل كاد أحدثلاثة أشياء (الأول) أن تضمر فيها القصة والحديث و يكون تزيغ الخبر و جاز ذلك فيها وإن كان الأصل في إضمار القصة إنما هو فيالابتداء لأن الخبر لازم لكاد فأشبهالعوامل الداخلة على الابتداء للزومالخبر له قال و لا يجوز ذلك في عسى لأن عسىقد يكون فاعله المفرد في كثير من الأمر فلايلزمه الخبر كقوله عَسى‏ أَنْ تَكْرَهُواشَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى‏أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّلَكُمْ فإذا كان كذلك لم يحتمل الضميرالذي يحتمله كاد كما لم يحتمله سائرالأفعال التي تسند إلى فاعليها مما لايدخل على المبتدأ (و الثاني) أن يضمر في كادذكر مما تقدم لما كان النبي (ص) و المهاجرونو الأنصار قبيلا واحدا و فريقا واحدا جازأن يضمر في كاد ما دل عليه ما تقدم ذكره منالقبيل و الحزب و الفريق و نحو ذلك منالأسماء المفردة الدالة على الجمع و قالمنهم فحمله على المعنى مثل قوله آمَنَبِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ثم قالفَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْيَحْزَنُونَ فكذلك فاعل كاد على هذا الوجه(الثالث) أن يكون فاعل كاد القلوب و تقديرهمن بعد ما كاد قلوب فريق منهم تزيغ و لكنهقدم تزيغ كما تقدم خبر كان و جاز تقديمه وأن كان فيه ذكر من القلوب و لم يمتنع من حيثيمتنع إضمار قبل الذكر