مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 118
نمايش فراداده

لما كان النية به التأخير كما لم يمتنعضرب غلامه زيد لما كان التقدير به التأخيرفأما من قرأ «يَزِيغُ» بالياء فيجوز أنيكون قد ذهب إلى أن في كاد ضمير الحديثفيرتفع قلوب بيزيغ فذكر و أن كان فاعلهمؤنثا لتقدم الفعل و من قرأ تزيغ بالتاءجاز أن يكون ذهب إلى أن القلوب مرتفعة بكادو جاز أن يكون الفعل المسند إلى القصة أوالحديث يؤنث إذا كان في الجملة التييفسرها مؤنث كقوله «فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌأَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا» و جازتأنيث هي التي هي ضمير القصة لذكر الأبصارالمؤنثة في الجملة التي هي التفسير فكذلكيؤنث الذي في كاد للذكر المؤنث في الجملةالمفسرة فتقول كادت و تدغم التاء التي هيعلامة التأنيث في تاء تزيغ و تزيغ على هذاللقلوب و هي مرتفعة به و يجوز إلحاق التاءبكاد من وجه آخر و هي أن ترفع قلوب فريقبكاد فتلحقه علامة التأنيث من حيث كانمسندا إلى مؤنث و من قرأ «خُلِّفُوا»فتأويله أقاموا و لم يبرحوا و من قرأخالفوا فمعناه عائد إلى ذلك لأنهم إذاخالفوهم فأقاموا فقد خلفوا هناك.

اللغة‏

الزيغ ميل القلب عن الحق و منه قولهفَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُقُلُوبَهُمْ و زاغت الشمس إذا مالت و زاغعن الطريق جاز و عدل و التخليف تأخيرالشي‏ء عمن مضى فأما تأخير الشي‏ء عنك فيالمكان فليس بتخليف و هو من الخلف الذي هومقابل لجهته الوجه يقال خلفه أي جعله خلفهفهو مخلف و رحبت البلاد إذا اتسعت و الرحبالسعة و منه مرحبا أي رحبت بلادك و أهلت والضيق ضد السعة و الظن هنا بمعنى اليقينكما في قول دريد بن الصمة:

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج *** سراتهم فيالفارسي المسرد

النزول‏‏‏

نزلت الآية الأولى في غزاة تبوك و ما لحقالمسلمين فيها من العسرة حتى هم قومبالرجوع ثم تداركهم لطف الله سبحانه‏ قال الحسن كان العشرة من المسلمين يخرجونعلى بعير يعتقبونه بينهم يركب الرجل ساعةثم ينزل فيركب صاحبه كذلك و كان زادهمالشعير المسوس و التمر المدود و الإهالةالسنخة و كان النفر منهم يخرجون ما معهم منالتميرات بينهم فإذا بلغ الجوع من أحدهمأخذ التمرة فلاكها حتى يجد طعمها ثميعطيها