مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 134
نمايش فراداده

سورة يونس (10): الآيات 3 الى 4

إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَالسَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِأَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَىالْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْشَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُأَ فَلا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِمَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِحَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَآمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِبِالْقِسْطِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوالَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَ عَذابٌأَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (4)

القراءة

قرأ أبو جعفر المدني أنه يبدأ بفتح الهمزةو هو قراءة الأعمش و الباقون بكسرها.

الحجة‏‏‏‏

من قرأ أنه فتقديره وعد الله حقا لأنهيبدأ الخلق ثم يعيده أي من قدر على هذاالأمر العظيم فإنه غني عن إخلاف الوعد و إنشئت كان تقديره وعد الله وعدا حقا إنهيبدؤا الخلق فيكون في محل النصب بالفعلالناصب لقوله وعدا قال ابن جني و لا يجوزأن يكون إن منصوبة الموضع بنفس وعدا لأنهقد وصف بقوله «حَقًّا» و الصفة إذا جرت علىموصوفها أذنت بتمامه و انقضاء أجزائه و لايكون تاما إذا كان ما بعد الصفة من صلتهفأما قول الحطيئة:

أزمعت يأسا مبينا من نوالكم *** و لن ترىطاردا للحر كاليأس‏ فإن قوله من نوالكم ليس من صلة يأس بليتعلق بفعل يدل عليه قوله يأسا مبينافكأنه قال فيما بعد يئست من نوالكم و قالالفراء من فتح جعله مفعول حقا كما في قولالشاعر:

أ حقا عباد الله أن لست زائرا *** بثينة أويلقى الثريا رقيبها

اللغة‏

القسط العدل و منه القسط النصيب و القسطبفتح القاف الجور و القسط بفتح القاف والسين اعوجاج في الرجلين و الحميم الماءالذي أسخن بالنار أشد إسخان قال المرقشالأصغر:

في كل يوم لها مقطرة *** فيها كباء معد وحميم‏