و مثل ما أنشده قول الآخر:
و المعنى لفرغ من أجلهم و مدتهم المضروبةللحياة و إذا انتهت مدتهم المضروبة للحياةهلكوا و هذا قريب من قوله وَ يَدْعُالْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُبِالْخَيْرِ وَ كانَ الْإِنْسانُعَجُولًا و قالوا للميت مقضي كأنه قضى إذامات و قضى فعل. التقدير استوفى أجله و فرغمنه قال ذو الرمة:
المعنى أغمضت هجول هذه البلاد على الشخصالذي فيها فلم ير لغرقه في الآل كإغماضالمقضي و هو الميت و أما ما يتعلق به الجارمن قوله «لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ» فكأنه لماكان معنى قضى فرغ و كان قولهم فرغ يتعدىبهذا الحرف في قوله:
و في التنزيل سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَالثَّقَلانِ أمكن أن يكون الفعل يعدىباللام كما يعدى بالي و باللام في قولهبِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها فلما كانمعنى قضى فرغ تعلق بها إلى كذلك تعلق بقضىو وجه قراءة ابن عامر لقضي إليهم أجلهم علىإسناد الفعل إلى الفاعل أن الذكر قد تقدمفي قوله «وَ لَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُلِلنَّاسِ» فقال لقضي على هذا و من حجته فيذلك قوله ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَ أَجَلٌمُسَمًّى عِنْدَهُ فهذا الأجل الذي في هذهالآية هو الأجل المضروب للمحيا كما أنالأجل في قوله «لَقُضِيَ إِلَيْهِمْأَجَلُهُمْ» كذلك فكما أسند الفعل فيالأجل المضروب للحياة إلى الفاعل في قولهثُمَّ قَضى أَجَلًا عند الجميع كذلكأسنده ابن عامر في قوله لقضي إليهم أجلهمإلى الفاعل و لم يسنده إلى الفعل المبنيللمفعول و يدل على أن الأجل في قوله ثُمَّقَضى أَجَلًا أجل المحيا إن قوله وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ أجل البعث يبينذلك قوله ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ أيأنتم أيها المشركون تشكون في البعث و منقرأ لقضي فبنى الفعل للمفعول به فلأنه فيالمعنى مثل قول من بنى الفعل للفاعل.