مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 144
نمايش فراداده

إنما يكون بالقلب و هو التفكر و بالعين وهو تقليب الحدقة نحو المرئي التماسالرؤيته مع سلامة الحاسة و أحد هذين لا يجوزعليه سبحانه و إنما يستعمل ذلك في صفاتهعلى وجه المجاز و الاتساع فإن النظر إنماهو لطلب العلم و هو سبحانه يعامل عبادهمعاملة من يطلب العلم بما يكون منهمليجازيهم بحسبه.

سورة يونس (10): الآيات 15 الى 17

وَ إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنابَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَلِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذاأَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْأُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْأَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى‏ إِلَيَّإِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّيعَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شاءَاللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَ لاأَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْعُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَ فَلاتَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِافْتَرى‏ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْكَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُالْمُجْرِمُونَ (17)

القراءة

في رواية أبي ربيعة عن البزي عن ابن كثير ولأدراكم» فجعلها لاما دخلت على أدراكم وأمال في أدراكم و أدراك في جميع القرآن أبوعمرو و حمزة و الكسائي و خلف و روي فيالشواذ عن ابن عباس و الحسن و لا أدريكم به.

الحجة‏‏‏‏

قال أبو علي حكى سيبويه دريته و دريت به والأكثر في الاستعمال بالباء و يبين ذلكقوله «وَ لا أَدْراكُمْ» و لو جاء علىاللغة الأخرى لكان و لا أدراكموه و قالالدرية كالفطنة و الشعرة و هي مصادر يرادبها ضروب من العلم أما الدراية فكالهدايةو الدلالة فكان الدراية التأني و التعمللعلم الشي‏ء و على هذا المعنى ما تصرف منهذه الكلمة أنشد أبو زيد:

فإن غزالك الذي كنت تدري *** إذا شئت ليثخادر بين أشبل‏