و تدري أي تختل و منه الدرية في قول أكثرالناس الخمل الذي يستتر به الصايد منالوحش كأنه يختل به و داريت الرجل لاينته وخاتلته و إذا كان الحرف على هذا فالداري فيوصف القديم سبحانه لا يسوغ فأما قولالراجز:
(لا هم لا أدري و أنت الداري)
فلا يكون حجة في جواز ذلك لأنه استجار ذلكلما تقدم من قوله لا أدري كما جاز فَمَنِاعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواعَلَيْهِ و إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّافَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ و أيضا فإنالأعراب يذكرون أشياء يمتنع جوازها كماقالوا:
لا هم أن كنت الذي بعهدي
و لم تغيركالأمور بعدي
و لم تغيركالأمور بعدي
و لم تغيركالأمور بعدي
" لو خافك الله عليه حرمه"
فأما الهمزة على ما حكي عن الحسن و غيرهفلا وجه له لأن الدرء الدفع قال ابن جنييجوز أن يكون لها وجه و إن كان فيه ضعف صنعةو هو أن يكون أراد و لا أدريتكم به ثم قلبتالياء ألفا لانفتاح ما قبلها و إن كانتساكنة كقولهم في ييأس يااس و في ييبس يابسو قال قطرب أن لغة عقيل في أعطيتك أنيقولوا أعطاتك ثم همز الألف على لغة من قالفي الباز الباز و في العالم و الخاتم والنابل العالم و الخاتم و النابل و من قرأو لا أدريكم به فمعناه و لا علمكم اللهتعالى به فيكون نفيا للتلاوة و إثباتاللعلم و على قراءة الجماعة يكون نفياللأمرين جميعا.
اللغة
التلقاء جهة مقابلة الشيء إلا أنه قديستعمل ظرفا فيقال هو تلقاءه كما يقال هوحذاءه و قبالته و تجاهه و إزاءه و العمربفتح العين و سكون الميم و العمر بضمهماالبقاء و إذا استعمل في القسم فالفتح لاغير
النزول
قيل نزلت في خمسة نفر عبد الله بن أميةالمخزومي و الوليد بن مغيرة و مكرز بن حفصو عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر بن هاشم قالوا للنبي (ص) ائتبقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات و العزى ومناة و هبل و ليس فيه عيبها أو بدله تكلم بهمن تلقاء نفسك عن مقاتل و قيل نزلت فيالمستهزءين قالوا يا محمد ائت بقرآن غيرهذا فيه ما نسلكه عن الكلبي.
المعنى
ثم أخبر سبحانه عن مشركي قريش فقال «وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا»