قرأ أهل الكوفة غير عاصم أن يقبل بالياء والباقون بالتاء.
الحجة
وجه القراءة بالتاء أن الفعل مسند إلىمؤنث في اللفظ و وجه الياء إن التأنيث ليسبحقيقي فجاز أن يذكر كما جاء فمن جاءهموعظة.
اللغة
الطوع الانقياد بإرادة لم يحمل عليها والكره فعل الشيء بكراهة حمل عليها المنعأمر يضاد الفعل و ينافيه و هو على وجهينمنع أن يفعل و منع أن يفعل به فهؤلاء منعوامن أن يفعل بهم قبول نفقتهم و الزهق الخروجبصعوبة و أصله الهلاك و كل هالك زاهق زهقيزهق زهوقا و الزاهق من الدواب السمينالشديد السمن لأنه هالك بثقل بدنه فيالسير و الكر و الفر و زهق فلان بين أيديالقوم إذا ذهب سابقا لهم حتى يهلك منهم والإعجاب السرور بما يتعجب منه يقال أعجبنيحديثه أي سرني.
الإعراب
«أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً» لفظأمر و معناه معنى الشرط و الجزاء، المعنىإن أنفقتم طائعين أو مكرهين لن يتقبل منكمو مثله من الشعر قول كثير: أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة *** لدينا و لامقلية إن تقلت فلم يأمرها بالإساءة و لكن أعلمها إنأساءت أو أحسنت فهو على عهدها فكأنه قال إنأحسنت أو أسأت فلا تلامي قال الزجاج فإنقال قائل كيف يكون الأمر في معنى الخبر قيلله إذا كان في الكلام دليل عليه جاز كمايكون لفظ الخبر في معنى الأمر و الدعاءكقولك غفر الله لزيد و رحمه الله و معناهاللهم اغفر له و ارحمه و قوله «أَنْتُقْبَلَ» في موضع نصب و تقديره من أنتقبل، و «أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ»في موضع رفع، المعنى ما منعهم من قبولنفقاتهم إلا كفرهم و يجوز أن يكون التقديرو ما منعهم الله منه إلا لأنهم كفروا.
المعنى
ثم بين سبحانه أن هؤلاء المنافقين لاينتفعون بما ينفقونه مع إقامتهم على الكفرفقال «قُلْ» يا محمد لهؤلاء «أَنْفِقُواطَوْعاً أَوْ كَرْهاً» أي طائعين أومكرهين «لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْإِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ»معناه و إنما لم يتقبل منكم لأنكم كنتممتمردين عن طاعة الله و الله سبحانه إنمايتقبل من المؤمنين المخلصين «وَ مامَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْنَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوابِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ» أي و ما يمنعهؤلاء المنافقين أن يثابوا على نفقاتهمإلا كفرهم بالله و برسوله و ذلك مما يحبطالأعمال و يمنع من استحقاق الثواب عليها«وَ لا