سورة التوبة (9): الآيات 94 الى 96 - مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
و الإحسان هو إيصال النفع إلى الغيرلينتفع به من تعريه من وجوه القبح و يصح أنيحسن الإنسان إلى نفسه و يحمد على ذلك و هوإذا فعل الأفعال الجميلة التي يستحق بهاالمدح و الثواب «وَ اللَّهُ غَفُورٌ» أيساتر على ذوي الأعذار بقبول العذر منهم«رَحِيمٌ» بهم لا يلزمهم ما فوق طاقتهم ثمعطف عليه فقال «وَ لا عَلَى الَّذِينَإِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ» أي و لاعلى الذين إذا جاءوك يسألونك مركبايركبونه فيخرجون معك إلى الجهاد إذ ليسمعهم من الأموال و الظهر ما يمكنهم الخروجبه في سبيل الله «قُلْتَ لا أَجِدُ ماأَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ» أي لا أجد مركباتركبونه و لا ما أسوي به أمركم«تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُمِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُواما يُنْفِقُونَ» أي رجعوا عنك و أعينهمتسيل بالدمع لحزنهم أن لا يجدوا مايركبونه من الدواب و ينفقونه في الطريقليخرجوا معكم و لحرصهم على الخروج المعنىو ليس على هؤلاء أيضا حرج في التخلف عنالجهاد و ليس عليهم سبيل للذم و العقاب«إِنَّمَا السَّبِيلُ» و الطريق بالعقابو الحرج «عَلَى الَّذِينَيَسْتَأْذِنُونَكَ وَ هُمْ أَغْنِياءُ»أي يطلبون الإذن منك يا محمد في المقام وهم مع ذلك أغنياء متمكنون من الجهاد فيسبيل الله «رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَالْخَوالِفِ» من النساء و الصبيان و من لاحراك به «وَ طَبَعَ اللَّهُ عَلىقُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ» قدتقدم بيانه.
سورة التوبة (9): الآيات 94 الى 96
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذارَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لاتَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْنَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِالْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِفَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْتَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِلَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْلِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواعَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَ مَأْواهُمْجَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوايَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْلِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْاعَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضىعَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (96)النزول
قيل نزلت الآيات في جد بن قيس و معتب بنقشير و أصحابهما من